دلائل البعث في أصل الخلق

20 أبريل 2020 1457

بقلم الدكتور/ حسن سلمان
سورة الواقعة من السور التي تناولت قضية البعث والنشور وبطريقة عقلية وحسية وإثبات الشواهد الدالة على البعث وأن دلائل البعث مبثوثة في الخلق حيث هو مصداق له بمنطق العقلاءِ قال تعالى: ﴿نَحْنُ خَلَقْناكُمْ﴾ هَذا الخَلْقَ الأوَّلَ ﴿فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ﴾، أيْ: فَهَلّا تُصَدِّقُونَ بِالبَعْثِ الَّذِي هو الخَلْقُ الثّانِي، لِأنَّ إعادَةَ الخَلْقِ لا يُمْكِنُ أنْ تَكُونَ أصْعَبَ مِنَ ابْتِدائِهِ كَما لا يَخْفى.
وَهَذا البُرْهانُ عَلى البَعْثِ بِدَلالَةِ الخَلْقِ الأوَّلِ عَلى الخَلْقِ الثّانِي – جاءَ مُوَضَّحًا في آياتٍ كَثِيرَةٍ جِدًّا.
(قاله الشنقيطي في الأضواء)
ثم فصلت السورة أنماط من الخلق لإثبات الحقيقة الكبرى وهي البعث وهذه الأنماط هي ما يلي:
1/ الخلق الحيواني المتخلق من المني والذي جعله الله أساس التزاوج والتكاثر ﴿أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ (58) أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59)﴾
2/ الخلق النباتي والزراعي الناتج عبر الحرث وهي مهمة إنسانية والزرع وهو التفاعلات التي يتخلق من خلالها النبات وهي مهمة إلهية لا يستطيع المخلوق إلا انتظار نواتج الحرث وهو وضع البذور على الأرض قال تعالى:
﴿أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)﴾
3/ خلق الماء وهو أساس الحياة الحيوانية والنباتية ولولاه لتعطلت الحياة قال تعالى: 
﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ وأشار لخلق الماء وتكوينه وتشكله ونزوله من السحب في قوله تعالى:
﴿أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69)﴾ .
4/ خلق النار والطاقة عمومًا وهي أساس لكثير من المنافع والخيرات الدنيوية (متاع) قال تعالى:
﴿أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ (72)﴾.
يتم الإشارة لكل ذلك تفصيلًا  للتأكيد على أن من كان قادرًا على الخلق الأول لا يعجزه إعادة الخلق وبعثه مرة أخرى بل ذلك أهون عليه.
فسبحان من له الخلق والأمر وتبارك الله أحسن الخالقين.

يوجد تعليق واحد

  1. البحث مهم في بابه لكنه مختصر جدا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *