الإسلام ومنطقه للسلام

24 فبراير 2021 1282

بقلم الشيخ/ أبو عبدالله الحسيني
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله الأمين أما بعد :
السلام هو الأمان من كل مخوف والنجاة من كل مرهوب وهو مطلب إنساني عام لأن مقاصد الإنسان في الدنيا لا تتحقق في أجواء الخوف والرهبة ولهذا فإن أعظم نعم الله على الناس هي نعمة الأمن والسلام وعلى هذه النعمة والمنة جاء التكليف الرباني بالعبادة كما في قوله تعالى:
﴿ فَلۡیَعۡبُدُوا۟ رَبَّ هَـٰذَا ٱلۡبَیۡتِ * ٱلَّذِیۤ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعࣲ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ ﴾ [قريش 3-4]

ولما كان السلام مطلب إنساني والشريعة قد جاءت لرعاية مصالح العباد في العاجل والآجل فقد جعلت الشريعة من مقاصدها الكلية في التشريع تحقيق السلم والسلام والأمان المؤدي لتحقيق العبادة والعمران والاستخلاف في الأرض بعيداً عن سفك الدماء والإفساد في الأرض المنافي لمقصود الخلق الإنساني ووجوده في الأرض قال تعالى: ﴿وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی جَاعِلࣱ فِی ٱلۡأَرۡضِ خَلِیفَةࣰۖ قَالُوۤا۟ أَتَجۡعَلُ فِیهَا مَن یُفۡسِدُ فِیهَا وَیَسۡفِكُ ٱلدِّمَاۤءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة ٣٠]

والسلام والإسلام من اشتقاق لغوي واحد وهو كذلك في الاصطلاح الشرعي لأنه من دخل في الإسلام فقد نال السلام من كل وجه كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا جَاۤءَكَ ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِـَٔایَـٰتِنَا فَقُلۡ سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُمۡۖ كَتَبَ رَبُّكُمۡ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَ أَنَّهُۥ مَنۡ عَمِلَ مِنكُمۡ سُوۤءَۢا بِجَهَـٰلَةࣲ ثُمَّ تَابَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَأَنَّهُۥ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [الأنعام ٥٤]

والإسلام ينظر للسلام من حيث المفهوم والممارسة بشكل أوسع من كف الحروب والعدوان على النفوس والأموال بل هو تحقيق الأمن والطمأنينة المادية والمعنوية في الدنيا والآخرة من خلال السلام الشامل لكافة أنواع العلاقات فيشمل السلام المناحي التالية:

1/ السلام مع الله:  بتحقيق الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة وتحقيق التوحيد واجتناب الشرك وترك الجحود والتكذيب به جل جلاله وهذا أعظم أنواع السلام الذي لو فقده الإنسان فلن يحقق السلام الحقيقي بكماله حتى لو تحققت له بعد مظاهر السلام الأخرى  .

2/ السلام مع النفس:  وهو أن يحملها على كل ما ينفعها في الدنيا والآخرة واجتناب سبل الغواية والضلال وكل ما يؤذي النفس في مكوناتها البدنية المادية والروحية النفسية وأن يدرك الإنسان أن الله سهل ويسر له سبل الهداية والقابلية للخير وهو من يحدد مساراته في الحياة من خلال الطرق التي يسلكها من خير أو شر .

3/ السلام مع الناس:  بعدم العدوان والبغي عليهم وسلب حقوقهم أو تجاوز الحدود سواء في الأنفس أو الأموال والتعاون مع الناس على البر والتقوى والخير العام من العلم النافع والعمل الصالح .

4/ السلام مع الكون والطبيعة وما فيهما:  بعدم الإفساد فيهما بالتدمير والحرق والخروج عن النظام الذي يصلحهما فإن الله خلق النظام الطبيعي والكوني وما فيهما من نبات وحيوان وغيره وسخر كل ذلك للإنسان ليتم التعامل مع كل ذلك بما يؤدي للاستخلاف والعمران في الأرض والخروج عن حالة الصلاح يؤدي للفساد في البيئة الناتج عن السلوك الإنساني غير السوي وفي ذلك خروج عن السلام المطلوب مع الكون والطبيعة وما فيهما  قال تعالى: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ [الروم ٤١]

ولكل هذا نجد بأن السلام مفهوم شامل ومقصد نبيل وكبير في التصور الإسلامي وقد وردت المفردات الشرعية من كتاب وسنة بشكل متواتر متضمنة السلام ومشتقاته من السلم والإسلام والمسلم وغيرها  فمثلا :

1/ الله هو السلام فكل سلم وسلام منه جل جلال وهو مصدر السلام وغايته .

2/ والدين الذي ارتضاه الله لعباده هو الإسلام قال تعالى: ﴿وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِینࣰاۚ﴾ والإسلام يهدي إلى سبل السلام كافة في الدنيا والآخرة وهو الاسم الذي سمى الله به عباده قال تعالى: ﴿هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِینَ مِن قَبۡلُ وَفِی هَـٰذَا﴾.

3/ والسلام هو شعار وتحية أهل الإسلام في الدنيا (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) كما أن السلام هو ختام كل صلاة (تحليلها التسليم) والدخول للبيوت يسبقه السلام ومن رفع شعار السلام في الحرب فهو آمن ومن بدأ بالسلام فالواجب أن يرد عليه بمثله أو أفضل منه.

4/ والجنة التي أعدها الله لعباده المتقين هي دار السلام و تحية أهل الجنة في الآخرة هي السلام قال تعالى: ﴿تحيتهم يوم يلقونه سلام.

5/ والسلام كان بداية حديث الملائكة مع آدم عليه السلام وهو شعار وتحية الملائكة عند قبض أرواح المؤمنين ﴿الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ) وهو شعارهم لأهل الجنة عندما يدخلون عليهم من كل باب ﴿سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار وهو شعارهم عند استقبال أهل الجنة في الجنة ﴿وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين.

السلام في السنة النبوية :

1/ عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: (أن رجلا سأل النبي صلى الله وسلم أي الإسلام خير؟ قال : تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) [البخاري ومسلم].

 2/ عن أبي هريرة: (والَّذي نفسي بيدِه لا تدخُلوا الجنَّةَ حتّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتّى تحابُّوا ألا أدُلُّكم على أمرٍ إذا فعَلْتُموه تحابَبْتُم؟ أفشوا السَّلامَ بينكم) [صحيح ابن حبان]

3/  عن أبي شريح العدوي خويلد بن عمرو: (يا رسولَ اللهِ أَخبِرْني بشيئٍ يوجب لي الجنةَ قال: طِيبُ الكلامِ، وبذلُ السلامِ، وإطعامُ الطعامِ) [صحيح الترغيب / الألباني]

4/عن عبدالله بن سلام:( لما قدم النبيُّ ﷺ المدينةَ جئتُ فلما تبينتُ وجههُ عرفتُ أنَّ وجههُ ليس بوجهِ كذابٍ فكان أولُ ما قال يا أيها الناسُ أفشوا السلام وأطعِموا الطعامَ وصِلوا الأرحامَ وصلُّوا بالليلِ والناسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ) [ابن حبان وابن ماجة وغيرهم وصححه الألباني]

5/ عن أبي هريرة: (حَقُّ المُسْلِمِ على المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلامِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ) [صحيح البخاري ومسلم]

6/ عن البراء بن عازب ( أفشوا السلام تسلموا ) [صحيح ابن حبان]

7/ عن أبي الدرداء ( أفشوا السلام كي تعلوا ) [صحيح الجامع / الألباني]

8/ عن أبي موسى الأشعري ( أفشوا السلام بينكم تحابوا ) [صحيح الجامع / الألباني]

9/ عن عبدالله بن عمر ( أفشوا السلام فإنه لله تعالى رضا ) [السيوطي في الجامع الصغير /حسن]

10/ عن عبدالله بن الحارث ( أطعموا الطعام وأفشوا السلام تورثوا الجنان ) [صحيح الجامع / الألباني]

ثمرات وفوائد تحقيق السلام:

و النصوص الشرعية الحديثية_ السابقة_  تدل دلالة واضحة على أهمية ومكانة السلم والسلام في الإسلام  وتحض الناس على تحقيقه وبسطه بين العالمين دينيا وروحيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا وقد دلت هذه النصوص على الثمار والفوائد التي تتحقق من نشر بسط السلام ويمكن إجمالها فيما يلي :

1/ تحقيق السلام بمفهومه الشامل هو من أهم العوامل لرضا الرحمن جل جلاله ويغضب الشيطان الرجيم وذلك لأن السلم مقصود للشارع من خلق الإنسان و استخلافه في الأرض لتحقيق العبادة والعمران ومناقض لمراد الشيطان الذي يسعى لحرف المكلفين عن الصراط المستقيم وذلك بسفك الدماء والإفساد في الأرض والكفران للنعم .

2/ ومن ثمرات السلام بين الناس كما وردت في النصوص السابقة السلامة من كل مكروه والأمان من كل مخوف وهو المدخل لتحقيق الإيمان وهو من أهم مطالب الناس الدنيوية والأخروية.

3/ ونشر السلام يحقق النهضة والرفعة والعلو والتقدم لأن هذه الأمور كلها تحتاج لاستقرار وسلام ويصعب تحقيقها في أجواء الحروب والفساد والعدوان على الحرمات والحريات .

4/ والسلام البشري في إطار الرؤية الشرعية يحقق المحبة والإيمان وهما من المقامات العظيمة التي حثت الشريعة على تحصيلها .

5/ ومن المقامات العظيمة التي يسعى المؤمنون لتحقيقها هو دخول جنة الله تعالى ويعد السلام ونشره من أهم المداخل التي يتم العبور من خلالها للجنان وتحقيق الرضوان .

علاقة السلام بالقوة :

الإسلام دين يجمع بين المثالية والواقعية في تصوراته ومنهجيته وأحكامه وفقا لمقتضيات الحال والواقع فيضع السلم في موطن السلم كما يضع الحرب في موطنها وهذا مقتضى الحكمة المنصوص عليها في الشريعة وعليه فيمكن تحديد العلاقة بين السلام والقوة من خلال النقاط التالية :

1/ طبيعة الدين المنزل لهداية الناس وصلاحهم قائمة في الأصل على منطق قوة الحق والدعوة إليه ومجابهة الباطل وقوته وسطوته وذلك بالحجة والبيان في مقام المجادلة والاقناع وهي مهمة الرسالة الهادية للسلوك الإنساني بعيدا عن منطق القهر والجبر والسيطرة والإكراه بل مخاطبة للعقول والقلوب بالحجج الباهرة والبينات الظاهرة ولكن الباطل بطبيعته لا يقف عند حد النقاش والجدال بالحسنى ولكنه يلجأ دوما للقوة المادية لقهر الحق وأهله وحينها فالمنطق يقضي بأهمية مجابهة القوة المادية بمثلها وإلا كان ترفا فكريا لا معنى له في مواجهة الطغيان المادي وسطوته وخلاصة القول فإن قوة الحق ترشد القوة المادية وتبعدها عن الطغيان والطيش كما أن القوة المادية تعزز قوة الحق وتحميها فهما قوتان متساندان لإقامة الحق والعدل .

2/ الدين يقوم على العزة والشموخ بالإيمان دون تكبر واستعلاء على الخلق بل استعلاء بقيم الرسالة وعدم الشعور بالحرج و الدونية وهذا عامل مهم في حمل الدين والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل نشره وسيادته بين العالمين وذلك لأن المهزوم نفسيا لا يحمل رسالة ولا يبني حضارة ولا يقيم نهضة .

3/ وبناء على ما تقدم فإن السلام في التصور الإسلامي يبنى على قيم الحق المسنودة بقوة الحق وليس من خلال الاستسلام والضعف أو المجاراة للباطل دون مقاومته فهذا منطق يرفضه الإسلام تصورا وممارسة وبالتالي فإن الإسلام يرفض الظلم والطغيان والعدوان على نفسه والآخرين ولا يقبله تحت أي شكل من الذرائع والحجج من خلال منطقه الأخلاقي والمبدئي والإسلام يرى الظلم مناقضا لمقصود الشارع من إرسال الرسل وإنزال الكتب في إقامة القسط قال تعالى: ﴿لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس.

4/ والإسلام في نظرته للعلاقات السلمية يحاول الموازنة بين تحقيق السلام الداخلي والمجاهدة والمدافعة الخارجية وتحكمه في كل ذلك قيم الحق والعدل والخير والجمال ويدور مع هذه القيم حيث دارت سلما وحربا وبالتالي يخرج بنا ذلك من جدل الأصل والفصل بين السلم والحرب لتكون القيم والموقف منها هو من يحدد أي المسارين أولى وأجدى  ووفقا لما سبق تتفاوت المجتمعات في علاقاتها مع المسلمين بين مسالمة ومتصالحة ومتسامحة ومهادنة ومحاربة ولكل منها منهجه في التعامل.

5/ وفي سبيل تحقيق ما تقدم فإن الإسلام يعمل على الإعداد وبناء القدرات المادية والمعنوية التي تحقق التوازن والسلام والأمن والاستقرار وسيادة القيم الرسالية ولا تجعل الأعداء يطمعون في النيل من الحق وأهله وهو ما يسميه القرآن بالإرهاب الذي هو منظور وقائي لا يسمح ابتداء بحدوث الحرب من خلال التفوق أو توازن الرعب  قال تعالى: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم.

 وسائل بسط السلام الداخلي :
1/ يقوم السلام الداخلي بين أهل الإسلام والإيمان على قاعدة الأخوة الإيمانية المقتضبة للمساواة التامة والتي تلغي كافة الفوارق الجاهلية ﴿إنما المؤمنون إخوة ورعاية كافة الحقوق والحدود والحرمات والحريات وسد كافة منافذ الشيطان المؤدية للتباغض والتدابر والتطاحن و الاحتراب في منظومة أخلاقية وحقوقية متكاملة .

2/ بسط الشورى لإقامة الدين ورعاية مصالح الدنيا على قاعدة الإخاء المتقدمة فلا استبداد ولا استئثار ولا احتكار للشأن العام بل شراكة تامة بين المؤمنين قال تعالى: ﴿وأمرهم شورى بينهم والشورى تستوعب كافة المراحل التأسيسية والتسييرية والرقابية والتقويمية كما تشمل جميع المكلفين بالخطاب الشرعي .

3/ تحقيق العدالة وسيادة الشريعة وحاكميتها على كافة مسارات الحياة لأن (الظلم مؤذن بخراب العمران ) _بحسب تعبير العلامة ابن خلدون _ والعدالة تتناول العدالة التشريعية و القضائية والجزائية كما تشمل العدالة التوزيعية الشاملة لكافة الموارد حتى لا يقوم المجتمع على الظلم المؤدي للتفاوت الطبقي ونتائجه الكارثية على المجتمع .

4/ تحصين المجتمع من الاختراقات الفكرية والسلوكية التي تهدد تماسك المجتمع ووحدته وأمنه وسلامته ويكون ذلك بقيام المجتمع على التصورات الشرعية الصحيحة المؤسسة على البرهان والحجة ورد الشبهات وسد منافذ الشهوات أي تأسيس المجتمع على العلم النافع والعمل الصالح .

5/ إشاعة ثقافة السلام والحوار البناء عبر وسائل التنشئة والتربية والتعليم والترقية بالمهارات الكافية في ذلك فالمجتمع تتفاوت درجاته العلمية والتربوية والاستيعابية ومن الطبيعي أن تتباين آراؤه في بعض المسائل وبالتالي فالحاجة للحوار قائمة وكلما توسعت دوائر الحوار قلت مساحات العنف بكل أشكاله وصوره .

6/ وتقوم العلاقات مع الداخل _غير المسلم_ سواء كان مقيما أو عابرا على رعاية العهود والتعاون على البر والتقوى والإحسان في القول والعمل وأن لهم ذمة الله ورسوله في أنفسهم وأموالهم فرعاية حقوقهم مسألة دينية وليست تعاقدية قانونية فقط يمكن التهاون بها أو التحايل عليها ويشمل السلم المجتمعي مع غير المسلمين داخل المجتمع المسلم التزاوج والتزاور والمشاركات الاجتماعية  في الأفراح والأتراح وأكل طعامهم وذبائحهم مع توفير الحماية لهم من كل عدوان خارجي أو ظلم داخلي .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *