في إطار رفع الكفاءة العلمية لأعضاء رابطة علماء إرتريا، وعقد لقاءات علمية تتصل بقضايا الدعاة والعلماء أقامت أمانة الشئون التعليمية لرابطة علماء إرتريا في يوم الجمعة 12 محرم 1443هـ الموافق 20 أغسطس 2021م عبر برنامج (ZOOM) ندوة بعنوان: (الوحدة الإسلامية بين الثراء المفاهيمي والعجز التطبيقي)، وذلك ضمن برنامج (سلسلة الرقي العلمي) الذي تعتزم أمانة التعليم إقامته كل شهرين.
قدم الندوة أ. د. عبد الحميد محمد علي أمين أمانة الشؤون التعليمية حيث رحب بضيفي الندوة والحضور، مشيرا إلى أنه تم اختيار الوحدة الإسلامية موضوعا لهذه الندوة لأهميتها لدى العاملين في الحقل الإسلامي من علماء ودعاة وجماعات، ولأنها مطلب ينادي به الجميع ، وهي من الموضوعات التي حظيت بتناول علمي كبير قديما وحديثا، وألفت بشأنها العديد من الكتب، لكن تطبيق الوحدة واقعا ما زال يصاحبه الإخفاق، وقال إن هذه الندوة تأتي لتلمس أين المشكلة والخلل؟، وقدم ضيفي الندوة: أ. د. جلال الدين محمد صالح و د. عبد الرحمن عثمان علي.
تحدث في البداية أ. د. جلال الدين مقدما شكره لأمانة الشؤون التعليمية في تنظيمها لهذه الندوة، وللحضور، وقال في بداية حديثه: الكل يبحث عن الانتقال من الثراء المفاهيمي للوحدة إلى الواقع التطبيقي، وتساءل ما الذي يحول دون تحقيق الوحدة في الواقع التطبيقي؟ وللإجابة على هذا التساؤل قدم عرضا تاريخيا لكل الخلافات التي حدثت في الصف الإسلامي منذ صدر الإسلام وإلى العصر الحاضر، وتناولها من خلال بعدين: وحدة الحالة الفكرية، ووحدة الحالة السياسية. مشيرا إلى أن بعد الحالة السياسية هي الغالبة في الخلافات والتي تتمثل في السلطة والثروة، وأما البعد الفكري ظهر مع الخوارج وقبلها لم يكن موجودا.
ثم تحدث د. عبد الرحمن متلمسا ومعددا لأهم الأسباب التي أدت إلى الإخفاق والعجز المتكرر في تحقيق الوحدة الإسلامية خاصة في الحالة الإرترية، حيث أشار فيها إلى هشاشة تكوين الوحدات التي تمت، واختلاف المدارس الفكرية، وتأسيس الوحدات على العاطفة، وإصباغ التوصيفات الجاهزة الإقليمية والقبلية والحزبية، افتقاد تقاليد مرعية لحل وحسم الخلافات، الأثرة واتباع الهوى والشهوات، أطماع السلطة والثروة…
وحظيت الندوة في ختامها بمداخلات من المشايخ الحضور أكدت على المفاهيم التي وردت وأضافت إلى الأسباب: القلق الفكري والتفسير العقدي للإشكالات السياسية، والبعد عن التدخلات الخارجية، وعن تزكية النفس، كما أكد المتداخلون للتخلص من حالة الإخفاق في تحقيق الوحدة على أهمية حضور الأخوة الإيمانية وأن تعلو على الحزبية، إيجاد مبادرات لحل المشكلات والتعامل معها بإيجابية، والتحاكم إلى جهة محايدة مأمونة ومقبولة.
ولمزيد من المتابعة والتفاصيل العلمية التي أثيرت في هذه الندوة يمكنكم الاستماع إليها من خلال الرابط التالي:
https://youtu.be/eK9yfn6yvYU