الدعوة إلى الله

29 مارس 2023 497

بقلم الشيخ/ ياسين موسى الحاج

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وبعد:

فإن الدعوة إلى الله تعالى وتربية النفوس وتزكيتها وتعريف الخلق بخالقهم من أعظم الطاعات وأجلِّ القربات قال الله تعالى: ( وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلࣰا مِّمَّن دَعَاۤ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا وَقَالَ إِنَّنِی مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ) فصلت/٣٣ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) متفق عليه.

شروط الدعوة :

ويشترط في الدعوة إلى الله تعالى أن تكون لله وحده لا شريك له فيجب أن يكون الداعية متعبدا لله بالدعوة إليه مخلصاً له؛ ولا يجوز أن يكون قصده أغراضاً دنيويةً كحب الشهرة أو استمالة الناس إلى أهدافٍ دنيويةٍ كالجماعات والأحزاب، بل الواجب على الداعية أن يكون قصده من الدعوة إلى الله هداية الناس وتعريفهم بربهم وبما يقربهم إليه وتحذيرهم مما يبعدهم عن الله ويسخطه عليهم.

وأساس الدعوة العلم فيشترط على الداعية أن يكون عالماً بما يدعو إليه مما يأمر به أو ينهى عنه، فلا يأمر إلاّ بالمعروف ولا ينهى إلاّ عن المنكر  ويبدأ بالمتفق عليه ولا يشدد في المختلف فيه.

ومما يشترط في صحة الدعوة وسلامتها عن الأغراض الدنيوية :

أن يكون الباعث عليها الشفقة على المدعوين ورحمتهم وهذا مدخل أساسيٌ في دعوة العامة والأبرياء لاسيما وأنّ الأكثرية من الدعاة اليوم يمارسون الدعوة في أوساط المجتمع المسلم فدعوتهم تعليم وتذكير وتزكيةٌ وتصويب وتصحيح لما يختل من مفاهيم الإسلام في أذهان أو سلوكيات المسلمين سواء في القضايا العقدية أو العملية، ولهذا لابد أن يصدر الخطاب الدعوي من قلب رحيم مشفق ولسانٍ مسدد عفيف. قال تعالى في وصف صاحب الدعوة وإمام الدعاة صلى الله عليه وسلم :

(لَقَدۡ جَاۤءَكُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِیزٌ عَلَیۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِیصٌ عَلَیۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ) [التوبة ١٢٨] فيجب أن يكون قدوة الدعاة في مضامين دعوتهم وأساليبهم صاحب الدعوة وحامل لوائها رسول الله عليه الصلاة والسلام.

يتبع إن شاء الله.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *