شهدت مدينة إسطنبول في الأيام القليلة الماضية زيارة مهمة للعلامة فضيلة مفتي الدولة الليبية الدكتور الصادق الغرياني، احتفى بمقدمه العلماء وطلاب العلم المتواجدين في تركيا، والتقاه العديد منهم للسلام عليه، وحرصوا على حضور مجالسه والاستماع لعلمه ونصائحه، ومن بين هذه اللقاءات العلمية المهمة الندوة الخاصة للعلامة الغرياني بعنوان (واجب العلماء في حماية مقدسات الأمة وحراسة ثوابت الإسلام) التي نظمها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالتعاون مع الهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة 18/8/2023م ، حضر الندوة جمع مقدر من العلماء، أدار الندوة الدكتور محمد الصغير الأمين العام للهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم، وقدم لها الشيخ علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مؤكدًا على أهمية المقدسات الإسلامية التي تتعرض للاستهداف والاعتداءات المتكررة من قبل الأعداء، وموجها رسائله إلى الحكام والإعلاميين وأصحاب الأموال للقيام بواجبهم في سبيل الدفاع عن مقدساتنا وهويتنا وقيمنا الإسلامية.
ثم تحدث سماحة المفتي الغرياني شاكرا الحضور ومن سعى لإقامة هذه الندوة، مشيرا إلى أن كل من حضر له إسهام وجهود مقدرة في العلم والجهاد.
وركز في حديثه على تحديد معنى الكتمان ومسؤولية العلماء وأن أكثر ما يؤرق أهل العلم في نصوص القرآن والسنة: الكتمان والتباهي، قائلا: التباهي أمره خفي لا أحب أن أتكلم فيه، والكتمان جلي هو السكوت عن البيان لمدافعة الباطل، واستعرض جملة من نصوص القرآن والسنة التي تشير إلى العقوبات الإلهية المترتبة على أمر كتمان الحق، وتساءل: هل العلماء قاموا بواجبهم في مواجهة الظلم ونصرة قضايانا الإسلامية، وقال: إن العلماء مقصرون في توعية الأمة الإسلامية وإقناع المسلمين بالجهاد بأموالهم في نصرة إخوانهم المسلمين، وختم حديثه بقوله: (على من يعلمون ومن يوقعون عن رب العالمين أحكامه أن يتبينوا ويعرفوا أن الرشوة الظاهرة والمبطنة بين العلماء والمفتين والحكام هي عنوان لاضمحلال الدولة وذهاب حرمة العلماء وهيبة الدين وعاقبتها ملئ البطون من النار).
ثم تداخل عدد من العلماء الحضور بكلمات تؤكد على ضرورة قيام العلماء بمزيد من الجهود في توعية الأمة وتبصيرها بواحباتها، وقيادة المجتمعات المسلمة للحفاظ على مقدساتهم والدفاع عنها.
وفي ختام الندوة أهدى الشيخ برهان سعيد الأمين العام لرابطة علماء إرتريا لسماحة الشيخ الغرياني درعا تكريميا باسم الرابطة تقديرا لجهوده العلمية والدعوية.