هيئة التحرير
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
ترتبط شعيرة الحج عند تمامها وتحديدًا في العاشر من ذي الحجة بعيد الأضحى المبارك
وهو يوم الحج الأكبر وفيه يتقرب المسلمون بأضحياتهم إلى الله تعالى
والأضحية هي ما يذبح من بهيمة الأنعام (الإبل والبقر والغنم) أيام الأضحى تقربًا إلى الله تعالى
وهي مشروعة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة قال تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)
(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)
وهي سنةٌ مؤكدة عند الجمهور وقيل واجبة ولا ينبغي لمن كان قادرًا عليها أن يتركها
وهي مشروعة في حق الذكر والأنثى والمسافر والمقيم وأهل البوادي والحضر من المسلمين
إلا الحاج فإنه لا يضحي وإنما يهدي هديًا ومن كان عاجزًا عن ثمن الأضحية فلا حرج عليه
ولا يلزمه الاقتراض إلا إن كان يأمل وفاءً وسدادًا قريبًا وأضحية رب البيت والأسرة تكفي عنهم جميعًا
أي عن كل من تلزمه نفقتهم وكذلك الأخوة الذين يسكنون معًا وأولادهم ومأكلهم ومشربهم معًا
تكفيهم الأضحية الواحدة وحال المعدد في الزواج كذلك وتجزئ البدنة والبقرة لسبعة
وأما الغنم فواحدة لواحد ولا يجوز فيها الاشتراك لعدم الدليل والعبادة توقيفية لقول جابر بن عبد الله:
(نحرنا مع رسول الله -صلى الله وسلم- عام الحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة) رواه مسلم.
ولا بد في الأضحية من أن تبلغ السن المحدد لها شرعًا وهي المسنة لقوله عليه الصلاة والسلام:
(لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن) رواه مسلم
والمسنة هي الثنية فما فوقها والجذعة ما دون ذلك
فالثني من الإبل ما تم له خمس سنوات ودخل في السادسة
والثني من البقر ما تم له سنتان ودخل في الثالثة
والثني من المعز ما تم سنة ودخل في الثانية
والجذع من الضأن ما له ستة أشهر ودخل في السابع وهو أقل ما يجزئ.
ويجب الالتزام بالسن المقرر شرعًا ولا يجوز التقليل منه ولكن يجوز الزيادة عليه.
ويشترط للأضحية وقتٌ محددٌ لا يجوز أن تتقدم عليه ولا تتأخر ويبتدئ وقتها من بعد صلاة العيد
وحتى غروب اليوم الرابع من أيام العيد أي اليوم الأول في العيد والثلاثة من أيام التشريق
والأفضل ذبحها في اليوم الأول وإن تم الذبح قبل وقتها المحدد أو بعده فلا تجزئ وتكون صدقة من الصدقات.
ويجب أن تكون الأضحية خالية وسليمة من العيوب والتي وردت في الحديث الصحيح عن البراء بن عازب
(لا يجوز من الضحايا أربع: العوراء البين عورها والعرجاء البين عرجها والمريضة البين مرضها
والعجفاء التي لا تنقي) رواه ابن حبان .
وعليه يجب تجنب العوراء والعرجاء والمريضة (البينة) كما يجب تجنب العجفاء وهي الهزيلة التي يظهر
عظمها بشكل واضح من الضعف، والأفضل أن يذبح المضحي ضحيته بنفسه ويسن له أن يتصدق بشيء
من الأضحية لجيرانه وللفقراء والمساكين بحسب الإمكان.
ومن الحكم العظيمة في الأضحية ما فيها من التقرب والتعبد لله تعالى بما أمر وشرع وشكره على النعم المتعددة ومنها نعمة بهيمة الأنعام كما في الأضحية إحياء لسنة إبراهيم الخليل عليه السلام ومشاركة للحجاج في بعض الشعائر ومنها الذبح وكذلك فيها التوسعة على النفس والأهل والفقراء والمساكين وإدخال السرور والفرح عليهم.
والأعياد من شعائر الله التي يجب مراعاة حرمتها وتعظيمها وذلك برعاية الذكر والشكر فيها وترك المنكرات والذنوب والمعاصي فلا يجب أن يكون الفرح بما يسخط الله ويغضبه قال تعالى: (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور)
ونسأل الله القبول في القول والعمل.