الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه وبعد،
فقد عقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالتعاون مع روابط وهيئات علماء الأمة المسلمة من أنحاء العالم مؤتمرا افتراضيا لمناصرة المسلمين في الهند وكشمير في مواجهة ما يجري ضدهم من إجراءات تعسفية وظلم واضطهاد ، لا سيما في ولاية “آسام” الهندية؛ حيث أقدم أكثر من 1500 جندي وشرطي و14 جرافة على تدمير بيوت المسلمين ومدارسهم ومساجدهم في 25 سبتمبر 2021م، وحين احتج الأهالي أطلقوا عليهم النيران فقتلوا وجرحوا من الأطفال ما قتلوا وجرحوا، وأصبح الأهالي في العراء، وكان هذا التهجير جزءا من تهجير ست قرى في المنطقة بالأسلوب نفسه!
وكذلك كان الحديثُ عن مسلمي كشمير التي تكتظ معتقلاتها بهم، وما يقوم به الحزب الحاكم، حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي (حزب الشعب الهندي) الذي يتزعمه مودي من ممارسات فاشية وعنصرية؛ حيث ألغى مودي المادتين 35 و370 من الدستور الهندي اللتين سمحتا لكشمير بالتمتع بحقوق إدارية، مثل: حقها في صياغة دستورها الخاص، وحقها في رفض بيع الممتلكات لغير الكشميريين.
وقد عقد هذا المؤتمر عبر برنامج (ZOOM)، بمشاركة رؤساء وعلماء من مختلف الهيئات العلمائية الإسلامية عبر العالم، وتحدث الجميعُ حديثًا يبين وجوب مناصرة المسلم لأخيه المسلم، وإنكار ما يجري من ظلم وتهجير واضطهاد للمسلمين هناك، واتفق الجميع على الآتي:
أولا: أن حرمة الإنسان وكرامته قررتها كل الأديان السماوية وكل القوانين الوضعية، وأن المساس بهذه الحرمة وإهانة هذه الكرامة أمر يخالف ما قررته الأديان جميعا، والقوانين كافة.
ثانيا: أن ما تقوم به الحكومة الهندية في الوقت الحالي من ممارسات ضد مسلمي الهند وكشمير مناقض لتاريخ الهند في التنوع والقبول بالآخر، ومخالف لدساتيرها المتتالية التي تضمن التنوع وقبول الاختلاف الديني والعرقي.
ثالثا: أن هذه الممارسات التعسفية والظالمة تتسق مع ما أراد الاحتلال الإنجليزي زرْعَه قديما في المجتمع الهندي بين فئاته كافة وضد المسلمين خاصة، وهذا فيه خطر شديد بتفتيت النسيج الاجتماعي في المجتمع الهندي بكل أطيافه.
رابعا: يدعو العلماء المؤتمرون من كافة أنحاء العالم أصحاب الاعتدال في المجتمع الهندي لتغليب المصلحة العليا للمجتمع، والدعوة للكف الفوري عن هذه الممارسات التي ليست في صالح المسلمين وليست في صالح المجتمع الهندي.
خامسا: يدعو المؤتمر كافة الدول والمنظمات الإسلامية، وخاصة منظمة التعاون الإسلامي التي تضم أكثر من خمسين دولة إسلامية، وجامعة الدول العربية التي تضم أكثر من عشرين دولة إسلامية، ومجلس التعاون الخليجي الذي له علاقات متنوعة ومتينة مع الهند.. يدعوهم إلى القيام بواجبهم في حماية مسلمي الهند، وتقديم الدعم لهم، مع الضغط على الحكومة الهندية بالوسائل الممكنة سياسيا واقتصاديا للكف عن استهدافهم بشتى أنواع الاضطهاد والعدوان.
سادسا: يطالب العلماء في هذا المؤتمر كافةَ المؤسسات العالمية المعنية بحقوق الإنسان وشئون المسلمين إلى القيام بواجبها، وإنكار ما يمارس ضد المسلمين من إجراءات تعسفية وعنصرية ظالمة، كما يطالبون الأئمة والخطباء أن تكون خطبة الجمعة القادمة عن معاناة مسلمي الهند وكشمير.
سابعا: ندين بشدة تحريف الهندوس للتاريخ، ونناشد جميع الحكومات توفير الأمن لجميع العلماء في جميع أنحاء العالم الذين يدافعون عن الحقيقة.
وختاما؛ سيظل العلماء مرابطين على ثغور أمتهم، قوامين بالقسط، شهداء بالصدق، ويصدعون بالحق لا يخافون في الله لومة لائم، داعين إلى السلم الأهلي والاستقرار المجتمعي، ورفع الظلم عن المظلومين، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
صدر عن مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وروابط وهيئات علماء الأمة المشاركة لنصرة المسلمين في الهند وكشمير، في يوم الخميس 8 ربيع الأول 1443هـ الموافق 14 أكتوبر 2021م.