قال الله – تعالى -:
﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾
[المائدة: 82]
عداوة اليهود للمسلمين حقيقة ثابتة يؤكدها القرآن الكريم، ويسجل لها التاريخ الإسلامي شواهد وصورا عديدة، فمنذ اللحظة الأولى لرسالة الإسلام تآمر اليهود مع المشركين على وأد الإسلام في مهده في المدينة المنورة، وسلكوا على مر التاريخ كل دروب المكر والغدر والعدوان ضده، وما زال هذا شأنهم حتى اليوم يحاربون الإسلام في كل الساحات بمختلف الأساليب، وخاصة في القدس وفلسطين التي تتعرض بشكل متكرر لاعتداءاتهم وانتهاكاتهم الإجرامية الخطيرة، وآخرها اعتداءهم الغاشم في فجر اليوم الأربعاء الرابع عشر من شهر رمضان 1444هـ الموافق 5/4/2023م، حيث اقتحمت الشرطة اليهودية بهمجية وبربرية على المسجد الأقصى وقامت بتكسير أبوابه وشبابيكه، واعتدت على المصلين والمعتكفين من رجال ونساء وأطفال بالترويع والضرب المبرح والاعتقالات المتعسفة، وعاثت في المسجد فسادا وتخريبا.
إن هذا الاعتداء الآثم وما قبله من الاعتداءات التي تجري بوتيرة متصاعدة ومتزايدة هو عمل عدواني حاقد وجريمة نكراء تنتهك حرمة الأماكن المقدسة وحرمة شهر رمضان المبارك، وهو استهتار بمشاعر المسلمين حول العالم، وسعي لتجريد المسلمين من حقهم الديني والتاريخي في امتلاك الأقصى واختصاصهم به.
ونحن في رابطة علماء إرتريا ندين هذه الاعتداءات الغاشمة بشدة، ونتضامن مع المرابطين في المسجد الأقصى وإخوتنا الفلسطينيين، مطالبين أبناء فلسطين الأبطال بالمواصلة على الدفاع عن الأقصى والمرابطة فيه، وأن تستشعر الأمة الإسلامية شعوبا وحكومات بخطورة الموقف الذي لا يحتمل التمرير والاستهانة به، وأن تقوم بواجبها في مساندة إخواننا المرابطين بكل الإمكانات والقدرات وبكل الوسائل والسبل لمواجهة هذا المخطط اليهودي الساعي للاستحواذ على المسجد الأقصى وإفشاله قبل أن تتمدد ويتمكن، وأن لا نستكين ونستسلم مهما كانت حجم المؤامرات والخذلان الذي تتعرض له أمتنا الإسلامية، وأن نثق في وعد الله عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 171 – 173]. وقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 21].
الأمانة العامة
14/9/1444ـ 5/4/2023م