الحمد لله القائل: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين) [139 ـ 140 آل عمران].
والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القائل: (لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس) أخرجه الطبراني.
بعد أن زادت غطرسة كيان الاحتلال، وأسرف في انتهاكات حقوق الفلسطينيين وتدنيس الأقصى، وظن أنه قادر على فرض خياراته في فلسطين دون أن تقف أمامه أي قوة، وأن عملية التطبيع التي أجراها مع بعض الحكومات العربية زادت حصار المقاومة، وجردتها من أي بيئة مناصرة لها، وأن المجال أصبح مهيأ له أكثر من أي وقت مضى للعمل بكل وقاحة وصلف في سياساته العدوانية ضد إخواننا الفلسطينيين ومقدسات المسلمين.
ولكن الشعب الفلسطيني والمجاهدين أكدوا بقوة وإصرار أن إيمانهم بقضيته العادلة لم يتزعزع، وأن إرادتهم لدحر العدو الصهيوني ومقاومتهم لاحتلاله لم تنكسر، وأنه ظل دائما مرابطا في الصف الأول دفاعا عن الأقصى أول قبلة للمسلمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان صباح يوم السبت 7 أكتوبر 2023م حدثا تاريخيا مدويا ويوما أسودا على الصهاينة، وتطورا عسكريا مرعبا قامت به المقاومة الفلسطينية الباسلة في عملية أسمتها (طوفان الأقصى)، تابعنا هذه العملية النوعية التي لم يسبق للصهاينة أن مرت عليهم مثلها في تاريخ حياتهم، غزاهم المجاهدون الأبطال برا وبحرا وجوا، واشتبكوا مع قوات العدو الغاشم في مواقعهم وارتكازاتهم العسكرية، في هجوم مفاجئ شمل المستوطنات والبلدات اليهودية على غلاف غزة، تكبد فيها العدو خسائر فادحة تجاوزت 1000 قتيل وأكثر من 2000 جريح ومئات الأسرى، وما زالت المعركة مستمرة والخسائر في تزايد.
عملية (طوفان الأقصى) الهجومية أسعدت المسلمين في العالم، وعززت فيهم الثقة على أن نصر الله قريب، وأن تحرير المسجد الأقصى وفلسطين أمر ليس مستحيلا،
ونحن إذ نعتز بهذه البطولات والشجاعة الرائعة التي أربكت كل مؤسسات دولة الاحتلال، لنؤكد على أن الأقصى ملك للمسلمين وسيبقى كذلك مهما حاول اليهود لاستلابه، وأنه محمي بحماية الله ثم بإخواننا المرابطين والمجاهدين في فلسطين الذين تحملوا هذه المسؤولية أصالة ونيابة عن كل المسلمين في العالم، وعلى المسلمين في جميع أصقاع العالم أن يقوموا بدورهم في حماية الأقصى ونصرة إخواننا في فلسطين وفي غزة خاصة التي تتعرض لقصف واعتداء وحشي، ندعمهم بكل ما يلزم من دعم، نصطف إلى جانبهم ونشد من أزرهم في كل الميادين والمنابر لنؤكد للعالم أن هذه المعركة معركة كل المسلمين.
وندعوا الشعوب الحرة في العالم وحكومات الدول الإسلامية والعربية أن تقف بجانب الشعب الفلسطيني وأن تدعم قضيته العادلة، وتدين بشدة الأعمال العدوانية الوحشية التي يقوم بها في الأقصى وغزة وفلسطين عامة، وأن تطالب بإنهـاء الاحتلال.
اللهُم كن لأهلنا في فلسطين عونا ونصيرا، وبدّل خوفهم أمنا، اللهم وحد صفهم وقو شوكتهم وسدد رميهم، وانصرهم على عدوهم، اللهم تقبل شهداءهم، واشف جرحاهم، واجبر كسرهم يا أرحم الراحمين.
الأمانة العامة
10/10/2023