الحمد لله وحده والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فلقد بعث الله رسوله بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين ورسولًا للناس أجمعين هاديًا وبشيرًا ونذيرًا،
ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم ويهديهم إلى صراط العزيز الحميد،
ليصلح دينهم ودنياهم بالحق والخير.
وانتقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للدار الآخرة وقد بلَّغ رسالة ربه وترك جيلًا ورثوا الكتاب علمًا وعملًا وأخذوه بحقٍ وقوةٍ وحملوه للعالمين، باعتباره ميراث النبوة (والعلماء ورثة الأنبياء) فى الهداية والبيان والبلاغ والقدوة.
وإن التقصير والتفريط في ذلك هو إخلال بالميثاق الذي أخذه الله على أولي العلم قال تعالى:
(وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِیثَـٰقَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ لَتُبَیِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُ).
واستشعارًا بهذه المسؤولية الدينية والاجتماعية فقد تداعى نفر من الدعاة إلى الله تعالى وطائفة من العلماء وطلبة العلم لتأسيس كيان علمي ودعوي يجمع كافة أصحاب التخصصات الشرعية، دون النظر إلى انتماءاتهم الفكرية والمذهبية، ليكون الهدف الأسمى والقاسم الجامع بينهم هو الحفاظ على الهوية الإسلامية واللغة العربية، وتحقيق الوحدة الإسلامية في إطار الكيان الوطني الإرتري، تحقيقًا للتعايش السلمي بين مكونات المجتمع المختلفة، ولن يتم ذلك إلا بالتعليم والتربية الصحيحة المنطلقة من الكتاب والسنة النبوية الشريفة، على الوسطية السمحاء بعيدًا عن الغلو والتطرف أو التساهل والتحلل، وكان ذلك تحت مسمى (رابطة علماء إرتريا)
والتي تأسست في عام 1436هـ الموافق 2015م.
ومنذ ميلادها التزمت الرابطة باستراتيجية واضحة، وهي حصر مهمتها في الدعوة والتعليم، بعيدًا عن التجاذبات والخصومات السياسية، حكومةً ومعارضةً، وظلت تعمل في أجواء صعبة خارج الوطن الذي لم يتيسر لها فيه العمل، بالرغم من حرصها الكامل على أهمية العمل داخل الوطن، وكونه الساحة والميدان الحقيقي لعملها، ولغياب الإمكانية في العمل داخل إرتريا فقد ظلت الرابطة تعمل في الساحات التي تتوفر فيها الحرية ويسود فيها القانون ويسمح فيها بالعمل المدني، فكان اختيار المقر البديل عن إرتريا هو بريطانيا وقد تم التصريح للرابطة فيها، ثم ظلت الرابطة تباشر عملها في مختلف المواقع التي يتواجد فيها شعبها ودعاتها بحسب الميسور.
والتزامًا من الرابطة بنظامها الأساسي ولوائحها الداخلية فقد عقدت دورتها الثالثة لمجلس الشورى في تركيا في الفترة من 3-6/1/2019م، حيث أجاز تقرير الأمانة العامة والخطة التشغيلية والتعديلات التي تمت على الخطة الإستراتيجية، كما ناقش قضايا هامة لمصالح المسلمين، ورافق ذلك افتتاح مكتبها باسطنبول بعد تسجيلها في إدارة الجمعيات الخيرية.
وقد أكد مجلس الرابطة على أهمية مواصلة المسيرة الدعوية والعلمية والمشاركة الميدانية مع جماهير شعبنا في مختلف المواقع، وخاصة مخيمات اللاجئين والجاليات، كما أكد مجلس الشورى على أهمية استكمال واستقطاب الرابطة لعضويتها الشرعية، والقيام بواجباتها تجاه الدعاة والعلماء، وتوفير الأجواء المناسبة لهم لأداء دورهم الدعوي والتعليمي، والبحث عن الفرص والمنح الدراسية لطلابنا في مختلف البلدان للنهوض بالإنسان الإرتري وتنميته.
وقد قرر مجلس الشورى انعقاد المؤتمر العام الثاني للرابطة في موعده وتم اتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك من ترشيح اللجنة التحضيرية وتحديد مهامها ومحدداتها، وتسهيل مهمتها.
وختامًا فإن رابطة علماء إرتريا تدعو كافة الإرتريين للتعاون معها على البر والتقوى، وتؤكد لشعبها بأنها منهم وإليهم، وأنها تسعى لخدمتهم، وملتزمة باستراتيجيتها المعتمدة في القيام بالدعوة إلى الله، و تمارس عملها بالشكل القانوني في البلدان التي تتواجد فيها وتتطلع لليوم الذي تباشر فيه عملها داخل إرتريا.
والله تعالى نسأل أن يبارك في الجهود ويوفق الجميع لما يحبه ويرضاه
إنه خير مسؤول وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ،،،
مجلس الشورى اسطنبول 2019/01/06م
يوجد تعليق واحد
محمد عبدالله محمد
وفقكم الله وسدد على الحق والهدى خطاكم