عرجنا على جذور النصارى في إرتريا ومذاهبهم وفرقهم وعلاقاتهم عبر التاريخ بالمسلمين وارتباطاتهم وامتداداتهم وكانت على النحو التالي :ـ
1/ دخلت المسيحية في المنطقة في عام 330م وأول من أعتنق النصرانية هو الملك عيزانا بن اللاعميدا على مذهب كنيسة الأسكندرية (الأرثوذكس) وقد حاول الرومان الكاثوليك ثنيه ولكنهم أخفقوا في ذلك .
وتوسعت مملكة أكسوم حتى أخضعت البجا ووصلت اليمن وكان آخر ملوك أكسوم الأقوياء هو النجاشي وبعد أن ضعفت على يد البجا فترة من الزمن عادت من جديد قوية بعد تحالفها مع الأسرة السليمانية وظهر الإمام احمد بن إبراهيم وقاوم مد النصارى معلنا الجهاد عليهم واستنجد الأحباش بالبرتغاليين وهم أول من بنى الكنيسة في مصوع ثم جاء العثمانيون وأخرجوهم ووجدوا حلفاء محليين وكانت إمارة الحبشة والحجاز تحت إدارة إبراهيم باشا بن محمد علي باشا.
2/ ثم جاء الزحف الاستعماري وأنشأت إيطاليا مستعمرة أسمتها إرتريا ثم جاء الانتداب البريطاني وفترة تقرير المصير وأنقسم الارتريون إلى عدة مجموعات من ينادي بالاستقلال والانضمام إلى أثيوبيا أو إلى جزء من أثيوبيا أو ضم جزء إلى السودان وفي النهاية دخول إرتريا في فدرالية مع أثيوبيا إلى أن ألغي من طرف أثيوبيا في عام 62م .
3/ أما نصارى اليوم فهم عدة فرق ومجاميع على النحو التالي :
* الأرثوذكس وهم الأغلبية ويطلق عليهم (التوهدو) وهم أكثر تعصبا ويغلب فيهم تقليد الموروث وكانوا يشكلون العمود الفقري لمشروع الانضمام إلى أثيوبيا في فترة تقرير المصير وينتشر هذا المذهب في عدة محافظات مثل حماسين وسرايي
وأكلي قوزاي .
* الكاثوليك وهم ممن تنصروا فترة الاستعمار الإيطالي وغالبيتهم في محافظة سنحيت وهم أكثر قربا للمسلمين وغير متعصبين .
* البروتستانت ويطلق عليهم (اندا كنيشا) ويعتبر المذهب الثالث وهم ينتشرون في كل من أكلي قزاي وسرايي وحماسين وسمهر في مناطق المنسع .
* هناك بعض مجاميع ظهرت مؤخرا مثل جهوبا وغيرها .
4/ الجهد المبذولة في التنصير :
تبذل الكنيسة جهود تبشيرية مدعوم بالإغاثة والتعليم ولاسيما من الكاثوليك وهم مدعومون من الفاتكان ولا يوجد بالمقابل جهد منظم عبر مؤسسات دعوية إلا ما ندر ومجاهدات فردية من المسلمين مع وجود أرضية للدعوة والتعريف بالإسلام وخاصة في المذهب الكاثوليكي …
5/ دعوة النصارى اليوم والمقترحات في هذا الشأن :
أهم مقترحات تصلح أن تكون توصيات تستصحب في التخطيط ووضع البرامج
في مجال التعريف بالإسلام ومن أهم ما ورد :-
1/ التواصل مع المؤسسات الدينية من الكنائس وغيرها للبحث على خلق أرضية تؤدي إلى التعايش والتسالم وتخفيف التوترات وتترك طرق الاتصال ومجالاته ومستوياته لجهة التخطيط والتنفيذ .
2/ تأهيل مجموعة من الدعاة والتخصص في دعوة النصارى في إرتريا مثل دراسة موروثاتهم وعاداتهم وتداخلات قبائلهم وغير ذلك مما يفيد في هذا المجال وبغض النظر كيف يتم هذا التأهيل وآلياته أيضا يترك للمخطط والمنفذ .
3/ استخدام كل الوسائل المشروعة لإيصال الدعوة مثل استخدام لغاتهم واستخدام الوسائل الحديثة في الرسائل ومقاطع الفيديوهات وغيرها .
هذه أهم النقاط وهناك نقاط كثيرة تداولها النقاش أثري بها نقاش الموضوع مثل التداخل السياسي والدعوي وتأثير كل واحد على الآخر وكان موضوع دعوة النصارى أول موضوع في القروب في ثوبه الجديد والقادم إن شاء الله أفضل .
وجزاكم الله خيرا .
هذا وبالله التوفيق
يوجد تعليق واحد
عبدالعزيز ادريس
بارك الله فيكم يا علمائنا الأفاضل