تواجه الدعوة الإسلامية في إرتريا تحديات كثيرة تحول بينها وبين توجيه الخطاب الدعوي ووصوله للمدعوين ولما كان ذلك من مشكلات الدعوة التي تحتاج لمناقشة علمية لتحديد ماهية التحديات الحقيقية و تقديم المعالجات بشأنها وقد حددت قيادة الرابطة ومن خلال منابرها المتاحة مساحة لمناقشة قضية التحديات الدعوية وتقديم التوصيات اللازمة للمعالجات وكانت حصيلة النقاش ما يلي :
التحديات الأساسية :
1- التحدي السياسي ويتمثل في طبيعة النظام الذي تضيق في ظلاله مساحة الحريات ويتوجس من كل تحرك لا يكون تحت إشرافه المباشر وهو الذي جعله يتخذ موقفا سلبيا من الرابطة منذ تأسيسها ووجه التهم نحوها دون بينات عليها بالرغم من منهج الرابطة وخطتها الاستراتيجية القائمة على الدعوة والتعليم والتربية دون الدخول في الصراعات والنزاعات السياسية .
2- التحدي الاقتصادي وهو حاجة الرابطة إلى مصادر تمويل لتحقيق أهدافها والوفاء بحاجة الدعاة والعلماء والبرامج الدعوية والتعليمية في ظل شح الموارد وتجفيف المنابع بحجج عديدة .
3- تراجع وانعدام المحاضن والروافد التربوية التي كانت ترفد الدعوة والتعليم عبر المنح الدراسية والمعاهد والمراكز التي أصبحت شبه متوقفة ولاسيما بعد أحداث سبتمبر وما أعقب ذلك من الحروب والتغيرات السياسية المنتشر في المنطقة .
2 – قلة التدريب وتحديات الخطاب الدعوي وأولوياته و لغته وأسلوبه حسب البيئة وملائمة الواقع وضعف الاستفادة من العلوم والوسائل والتقنيات الحديثة وشيوع الرتابة والتقليدية وغيرها من الآثار السالبة على الخطاب الدعوي .
أهم المقترحات للتغلب على التحديات :
1/ وحدة الصف الدعوي في كيان جامع بكل مدارسه ومناهجه الدعوية وتوحيد رؤيته ويتخذ الدعاة قاعدة الشورى لهم وهذا نواته الرابطة بعون الله وتوفيقه .
2/ وحدة المفاهيم الدعوية وأولوياتها وارتفاع معدلات وعي الدعاة بأهمية وحدة صفهم ويتطلب ذلك أن لا يكون الدعاة أسرى ماضي تاريخهم وتجاربهم السالفة في نظرتهم لمجمل التحديات فالتاريخ يستصحب للاعتبار والاستفادة منه ولا يعني ذلك غياب النقد والتقييم والتقويم فيما مضى من أحداث التاريخ.
3/ إن ساحة الدعوة تحوي أكثر من مدرسة وما يجمع هذه المدارس من أصول الدعوة يغني في تجاوز نقاط الخلاف الفرعية على قاعدة رشيد رضا المشهورة التي تصلح أن نجعل منها قاعدة عملنا بعيدا عن العصبية لهذا الاتجاه أو ذاك وإنما العصبية لقطعيات الدين وأما الظنيات ( فليعذر بعضنا فيها بعضا ) حتى نحقق الانسجام بين المنتسبين في الحقل الدعوي فلابد من التخلص من هذا التنافر.
4/ الدعوة في الداخل تتطلب الحكمة والكفاءة واستخدام وسائل التواصل والوسائل الإعلامية مثل إنشاء فضائية وإذاعة متخصصة في الدعوة ومن خلال إعداد برامج ومواد علمية وتكون الأولوية لهذه الوسائل في الميزانيات والتمويل المالي .
وأما الدعوة في شرق السودان وسط المعسكرات حيث ينتشر الغزو الثقافي عبر المنظمات وترك آثار سيئة مثل التدخين والمخدرات وغيره فلابد من تفعيل دور الدعاة والقيام بواجبهم الدعوي واستخدام الوسائل والأدوات المناسبة لكي تثمر الدعوة ولكن الناظر إلى الواقع فإن جهودنا ليست بالمستوى المطلوب مع أننا نملك مجموعة من الدعاة وينقصنا التنسيق والتنظيم وكذلك عدم إهمال معسكرات اللاجئين في أثيوبيا.
5/ التركيز على رفع كفاءة الدعاة والعلماء من خلال التدريب والتطوير وإقامة الندوات والدورات التثقيفية بغية تجديد الخطاب وتجويده فإن الناظر إلى واقع الدعوة في إرتريا يجد لدى بعض الدعاة مشكلة في ترتيب الأولويات
6/ حل مشكلة جفاف المحاضن وعدم المنح الدراسية يتم بالتواصل مع المؤسسات العلمية والبحث عن المنح الدراسية وهذا يتطلب أن تسخر له الطاقات لتحقيق أهلية التفقه من خلال إيجاد محضن يتحقق به الهدف والاستفادة من دول الجوار والكيانات المماثلة والمراكز المتاحة .
7/ البحث والتفكير عن موارد مالية ومصادر ثابتة لتمويل النشاط الدعوي والتعليمي والاستفادة من المنظمات الخيرية في تمويل الأنشطة الدعوية وأيضا محاولة كفالة الدعاة من الأخوة المقتدرين ومشاركة أعضاء الرابطة في الأعمال الاستثمارية وإنشاء صندوق وقفي استثماري يبدأ بتبرعات الأعضاء ثم بتبرعات الأصدقاء وإقناع الأغنياء المحليين لتمويل المشاريع الدعوية ودفع زكاتهم وإن الأمل في الرابطة كبير بعد الله والمرجو أن تكون على قدر المأمول.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.