السؤال:
هل يجوز كتابة القرآن بالحروف الجعزية المستعملة في اللغتين التجرينية والأمحرية وذلك تسهيلا لبعض الذين لا يتقنون الحروف العربية وذلك تسهيلا لهم لتعلم القرآن الكريم وخاصة الذين يدخلون في الإسلام حديثا في إرتريا؟
الجواب:
قال تعالى:(وانه لتنزيلُ ربِّ العالمين* نزَلَ به الروحُ الأمين* على قلبكَ لتكونَ من َ المنذِرينَ* بلسانٍ عربيٍّ مُبين) الشعراء 192-195
القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، الأصل أنه يؤخذ بالتلقي الشفهي، حتى تضبط مخارج الحروف مع أنها مكتوبة بحروف عربية، بل منع العلماء كتابتها بغير الرسم العثماني، فما بالك أن يتم كتابتها بحروف غير عربية لها مخارج صوتية لا تتطابق تماما مع اللغة العربية، مما يحيل المعنى ويغيرها، لذلك فإنه لا يجوز كتابتها بالحروف الجعزية المذكورة في السؤال.
قال السيوطي في كتابه “الإتقان في علوم القرآن” ج 2 ص 171 (وهل تجوز كتابته بقلم غير العربي؟ قال الزركشي : لم أجد فيه كلامًا لأحد من العلماء ، قال: ويحتملُ الجواز؛ لأنه قد يحسنه من يقرؤه بالعربيّة، والأقرب المنعُ كما تحرُم قراءته بغير لسان العرب، لقولهم: القلم أحد اللّسانين، والعرب لا تعرف قلمًا غير العربي)
وقال الشيخ محمود أبو دقيقة من كبار علماء الأزهر: أجمع الأئمة الأربعة على أنه لا يجوز كتابة القرآن بغير اللغة العربيّة؛ لأن كتابته بغيرها تُخرِجه عن الرسم الوارد الذي قام الإجماع على أنه يَجِب التزامُه، بل قد تؤدِّي كتابتُه بغير العربيّة إلى التغيير في اللفظ؛ لأن بعض الحروف العربيّة لا نظيرَ له في بعض اللّغات الأخرى، والتغيير في اللفظ يؤدِّي إلى التغيير في المعنى ،وحيث كانت الكتابة بغير العربيّة تؤدِّي إلى هذا فلا يجوز. وقال بعض علماء الحنفيّة: إنّ مَن تعمَّد كتابة القرآن بغير العربيّة يكون مجنونًا أو زِنديقًا، فالمجنون يُداوَى والزِّنديق يُقتلُ “مجلة الأزهر ـ المجلد الثالث ص 31-34.