السؤال: عندما عقدت على زوجتي في البلد كنا على علاقة وكانت قد حملت مني ولما بلغ الحمل شهرا ألزموني بالزواج منها، وهي الآن في البلد وقد أنجبت طفلا، وقد سمعت عندما جئت إلى بعض دول الخليج أن الزواج بهذا الشكل باطل ولا بد من تجديد العقد، فما الذي يجب علي الأن لأني أريد أن يكون عقدي شرعيا؟
الجواب: تقع مثل هذه المشكلات بسب الاختلاط الذي أصبح منتشرا بين المسلمين بلا ضوابط، فيقع الشباب فيما لا يحمد عقباه، نسأل الله أن يقي فتيان المسلمين وفتياتهم شر الفتن.
والمسألة المذكورة محل خلاف بين المذاهب والعلماء، ومذهب الإمام أحمد رحمه الله هو عدم صحة زواج الزاني من الزانية قبل التوبة وقبل استبراء الرحم مطلقا، فإذا كانت حاملة من الزنا، فليس لها أن تتزوج لا بالزاني، ولا بغيره حتى تضع، وذهب الحنفية والشافعية إلى جواز العقد على الحامل من الزنا ووطئها بعد العقد عليها إذا كان الحمل منه .
والغالب أن القاضي الشرعي في مرتفعات إرتريا يقلد مذهب الإمام أبي حنيفة أو الشافعي فيزوج الفتاة بالرجل الذي زنى بها سترا عليهما وتوبة منهما إلى الله، فإذا كان كذلك فلا يلزم تجديد العقد، ولا يأثم الزوجان بالبقاء معا ، لأن المسالة من المسائل الاجتهادية الخلافية، بل يرى الإمام ابن تيمية رحمه الله صحة نسبة الولد إلى والده في هذه المسألة، أما من أراد أن يأخذ بالأحوط فعليه تجديد العقد، والله أعلم.
ينظر : “الموسوعة الفقهية الكويتية” (29/338) ، “حاشية ابن عابدين” (3/49).