
كتب الباحث السعودي الدكتور اللحيدان في جريدة الرياض، يوم الجمعة 24 يونيو 2011 م، تحت عنوان (البعد الاستراتيجي لمضايق البحر الأحمر وجزره ) قائلا: ” ما يزيد الطين بلة دخول إيران كمنافس أو معاضد للتوجهات الإسرائيلية، في كل من البحر الأحمر وجزره وممراته ومضايقه وبعض دوله؛ من أجل إيجاد موطئ قدم لها، وذلك كما هي الحال في بعض الجزر الإرترية وغيرها، واستخدامها كمراكز تدريب وتجنيد للعناصر التي تريد استخدامها، كما فعلت مع الحوثيين وعناصر التخريب الأخرى في المنطقة، كما أن ذلك التوجه من قبل إيران يتم دعمه بالغواصات والقطع البحرية الأخرى التي اصبحت تجوب مياه البحر الأحمر من شماله إلى جنوبه. كما أن العلاقات الإيرانية الإرترية في تقدم مستمر على المستويات الاستثمارية والأمنية والزراعية والتنموية، وقد وقعت أربع اتفاقيات تفاهم في ذلك الخصوص.
ويمضي اللحيدان في اتهامه قائلا: ” لو لم يكن لإيران هواجس وتوجهات توسعية، وسعي حثيث؛ للتدخل في شؤون الآخرين، لباركنا هذا التعاون، ولكن في ضوء السياسة الإيرانية القائمة، فإن مثل تلك العلاقات تثير كثيراً من التوجسات والمخاوف المبررة، خصوصاً أن تلك المخاوف والتوجسات لها ما يبررها على أرض الواقع، كما حدث مع الحوثيين في اليمن، والمظاهرات في البحرين، والتجسس في الكويت، ناهيك عن احتلال الجزر الإماراتية في الخليج، وقبل ذلك وبعده التسلح غير المسبوق، وتعميق الخلاف مع العرب كشعوب، وليس كحكومات، وذلك من خلال زرع ثقافة العداء لهم وسط الشعوب الإيرانية المسالمة، التي لا توافق مطلقاً على ممارسات الحكومة الإيرانية الظاهرة أو المستترة”.
وثم نشرت جريدة الوطن السعودية 16 ديسمبر 2013م، تحت عنوان ( إيران تدرب الحوثيين شمال إرتريا) تقريرا تقول فيه: تحصلت الوطن على وثائق سرية، تكشف دورا إيرانيا في القارة السمراء، وتحديدا في دولة إرتريا، واستخدام أراضيها في عمليات تدريب لعناصر حوثية يمنية، وتتضمن الوثائق تحديد 3 مواقع شمال العاصمة أسمرة، استخدمتها طهران؛ لإخضاع مجموعات من المقاتلين الحوثيين الذين يقدمون إليها؛ لأغراض التدريبات العسكرية، قبل إعادتهم إلى الأراضي اليمنية محددا، وتتميز بأنها غير مأهولة بالسكان، وحددت الوثائق بالإحداثيات (3) مواقع تدريبية، أولها معسكر تدريبي، يقع بالقرب من( مرسى بريطي ) ويعتبر أقدم المراسي الإرترية، ويقع بالقرب من منطقة ( رأس قصار) شمال إرتريا، والتي تبعد عنه(6,5 ) كيلو مترات تقريبا جنوبا.
وأما ثاني المواقع، فهو مرسى (حسمت) وهو مرسى قديم أيضا، يبعد حوالي (31) كيلومترا جنوب منطقة رأس قصار، وثالث المواقع التي تشهد تدريب عناصر الحوثيين على يد مدربين إيرانيين على الأراضي الإرترية، منطقة تعرف باسم ( متر ) وهي منطقة صحراوية جبلية، تبعد حوالي (44) كيلو مترا جنوب منطقة رأس قصار، وأشارت المعلومات صراحة إلى أنه تم الانتهاء من تدريب (120) عنصرا من الحوثيين على عدة أنواع من السلاح في هذا المعسكر “.
والسفير الإرتري بالرياض رد على هذا الاتهام، حسبما أفادت به الصحيفة نفسها في عددها الصادر بتاريخ 22/12/2013م، بينما أكدت هي ــ تعليقا على رد السفير ــ ما نشرته من قبل، حيث أضافت مجددا قولها: ” تفيد الوثائق تحويل مرسى (برعصوليا ) الإرتري الذي يقع على الإحداثي (N1338255 E428220) ومرسى (طيعو) بالإحداثي ( N1441420 E 4057599 ) إضافة إلى منطقة ساحلية، تعرف باسم (خور حمار) وتقع على الإحداثي ((N1458231 E 4010781 إلى مواقع تستغل في تهريب السلاح للحوثيين في اليمن من قبل الجمهورية الإيرانية التي تعتبر الداعم الأكبر لجماعة الحوثيين في اليمن، وتطل تلك المواقع على ميناء (ميدي) اليمني …”.
وتزعم الصحيفة نفسها في تقرير ثالث، نشرته في عددها الصادر بتاريخ 29/12/ 2013م، تحت عنوان (إرتريا.. فندق اليمنيين نقطة انطلاق مؤامرات إيران) ” أن شحنة السلاح المقدمة من الجمهورية الاسلامية إلى جماعة الحوثي في اليمن، كان لها الفضل في كشف تلك المخططات التي تعتمد على تغذية تلك الجماعة بطرق ملتوية، حيث قدمت طهران مساعدات عسكرية للنظام الارتري، وأفرغت شحنة أسلحة من طائرة إيرانية في مطار أسمرة، وقبل ذلك قدمت إيران أسلحة تم إفراغها في ميناء مصوع، وأخرى تم القبض عليها من قبل السلطات اليمنية في سواحل حضرموت، كانت هي السبب في كشف التوغل الإيراني في تلك المنطقة “.
وأما في عددها الصادر بتاريخ 12/1/2014م، فنشرت صحيفة الوطن تحت عنوان ( خارجية أسمرة تعترض وصنعاء متأكدة من التغلغل الإيراني ) تكذيب وزارة الخارجية الإرترية، حيث كتبت قائلة: ” أثارت تقارير (الوطن) التي نشرتها في 16 و23 و29 من الشهر الماضي، حول التوغل الإيراني في القارة السمراء، وزارة الخارجية الارترية التي استشاطت غضبا في رد بعثت به للصحيفة، وخرجت في ردها المرسل الذي حمل توقيع مدير قسم الشرق الاوسط وأفريقيا، إبراهيم عثمان محمود، عن كل الأعراف الدبلوماسية المعهودة، حين نفت ما كشفت عنه الصحيفة، دون تقديم أي دليل يقطع أو يؤكد عدم صحة المعلومات، واستندت فقط على العموميات، والهجوم على الصحيفة والكاتب والمحلل السياسي الذي شارك في إحدى تلك الحلقات.
وذكرت الصحيفة أن أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور عايد مناع، تعرض لهجوم وزارة الخارجية الإرترية، نظير مشاركته وإبداء رأيه، فيما كشفت عنه الوطن، وأفادت أنه “أخذ على عاتقه تذكير خارجية أسمرة بما اعتبره مجرد أمثلة على ما تم تداوله خلال الأعوام القليلة الماضية، ففي 1/4/2004م، ذكرت صحيفة (معاريف ) الاسرائيلية أن إيران تمكنت من بناء قاعدة عسكرية بحرية بالقرب من ميناء عصب الإرتري، وأنها ( إيران ) نقلت إلى القاعدة بواسطة السفن والغواصات جنودا ومعدات عسكرية وصواريخ بالستية بعيدة المدى.
ومضى مناع يسرد عددا من الدلائل، وقال: في 12/12/ 2009م، نشرت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية تقريرا لوكالة الاستخبارات الخاصة (ستارتفور) يفيد بأن كلا من إيران وإسرائيل تمتلكان قواعد عسكرية في إرتريا “.
ومما جاء في رد مدير قسم الشرق الأوسط وأفريقيا، بوزارة الشؤون الخارجية بدولة إرتريا، قوله: ” إقامة علاقات دبلوماسية بين دول ذات سيادة هو حق مكفول لجميع دول العالم، ومن حق إرتريا أن تتمتع بعلاقات دبلوماسية مع أي دولة كانت، وبالرغم من ذلك، فإننا نؤكد مجددا أن علاقة إرتريا بإيران ما هي إلا علاقة دبلوماسية عادية، كما لا تتمتع أي من الدولتين بسفارة في أراضي الدولة الأخرى، ولا تقيم إرتريا علاقات مع دولة على حساب دولة أخرى، ولا تؤمن بسياسة المحاور، ولا تدخل فيها، وليست لديها أجندة تشكيل محور مع أي جهة، لكنها في المقابل تقيم علاقات متعددة الأبعاد مع سائر دول العالم من دون استثناء[1].
ويمكن تلخيص مخرجات الوجود الإيراني في القرن الأفريقي فيما يلي:
● الحصول على مادة اليورانيوم
● جمع معلومات عن الاستراتيجيات المنافسة
● إثبات قدرات الذات في التمدد الإقليمي
● تصدير الثورة وكسب عناصر موالية
● تمرير الدعم المالي والعسكري إلى الحوثيين في اليمن.
وكتبه/ الأستاذ الدكتور جلال الدين محمد صالح
لندن 5/10/2024
[1] – نشر الر بتاريخ 14 /1/ 2014م، على موقع تابع للحكومة الإرترية www.hornofafrica.de