
- الاسم والمولد:
الشيخ حامد إبراهيم عبد الله قندر، المشهور بـ (فكي حامد)، ولد في عام1342هـ الموافق 1924م تقريبا بمنطقة (ماريا قيح)، وعاش طفولته مع أهله في مكان مولده، في حياة بسيطة تعتمد -بعد الله عز وجل- على الزراعة وتربية البهائم، وكان والده ذا مكانة اجتماعية وسط أهله.
- طلبه العلم:
- نشأ الشيخ حامد في كنف أسرة محافظة، وفي وسط بيئة ينتشر فيها الجهل والبدع والخرافات، فخرج من كنف أسرته وهو في ريعان شبابه متجها إلى السودان والتحق بعدد من الخلاوي في شرق ووسط السودان، فحفظ القرآن الكريم ودرس علوم الفقه المالكي واللغة العربية، وتعرف على منهج أهل السنة والجماعة من خلال مقدمة رسالة أبي زيد القيراوني، ثم عاد إلى أهله ومنطقته بعد أن قضى في التحصيل العلمي سنوات.
- جهوده الدعوية والعلمية:
بدأ نشاطه الدعوي في منطقته بين أهله في المسجد والمجالس والمناسبات التي يتجمع فيها الناس بإرشادهم إلى العقيدة الصحيحة وبيان أحكام الصلاة والصيام والزواج والطلاق وغيرها من أمور الدين، وينكر عليهم الكثير من البدع والخرافات ومظاهر الشركيات التي كانت تسود بين المجتمع، وفي هذا الشأن كان يخوض نقاشا علميا مع (الخلفاء) المشايخ الذين سبقوه في المنطقة.
ومن جهوده العملية أن الشيخ حامد قرر أن يقطع شجرة كان يعتقد فيها الناس الضر والنفع بالرغم من تخويفهم إياه بأن يلحق به الأذى في بدنه وماله من جراء ذلك إلا أنه أثبت لهم أنها شجرة عادية لا تملك أن تدافع عن نفسها دعك أن تمنح لهم النفع أو تدفع عنهم الضر.
ولما لم يجد أثرا في قريته انتقل إلى شرق السودان ونزل بقرية (الماريا) شرقي مدينة كسلا في بدايات ستينيات القرن الماضي، وأنشأ خلوة لتحفيظ القرآن الكريم التحق بها عدد من أبناء المنطقة ومن خارجها، وكان إماما وخطيبا في القرية يعلم الناس أمور دينهم، إلا أنه أخرج منها عنوة فانتقل إلى مدينة علي قدر بإرتريا، حيث أنشأ فيها خلوة لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم، وكان إمام وخطيب الجامع الكبير في المدينة، وبدأ في تقديم الدروس والوعظ عقب الصلوات لمرتادي المسجد، بالإضافة إلى تقديم الدروس المنهجية لعدد من طلاب العلم من أبناء المدينة والوافدين إليها، حتى أصبح من الشيوخ والدعاة المشهورين في المنطقة.
وكان يجري حوارا ت ومناقشات علمية مع بعض مشايخ الختمية في المدينة في عدد من المسائل العقدية والفقهية، ويرد على بدعهم ويفحمهم علميا من خلال كتب المذهب المالكي الذي تعمق في دراستها.
بل أوصل صوته إلى غير المسلمين وذلك بمحاورة مبشري الإرساليات النصرانية الذين كانوا يأتون إلى المدينة لتوزيع كتبهم وتنصير المسلمين وغيرهم، وحدث أن قام بعرض قصة مريم وعيسى عليه السلام في القرأن عرضا جميلا بلغة التقراييت عبر ميكروفون المسجد الخارجي أكثر من مرة بطلب من بعض النصارى، فاستمعوا له من خارج المسجد الكبير.
و في هذه الفترة تعرف الشيخ فكي حامد على الشيخ محمد الحسن عبد القادر والشيخ محمد الأنصاري الذين كانا يقومان بزيارات دعوية متكررة، وأصبح عضوا في جماعة أنصار السنة التي كان لها عملا دعويا منظما.
ولجأ الشيخ فكي حامد وأهله إلى السودان كغيره من (علي قدر) واستقر به المقام في معسكر أم قرقور للاجئين الإرتريين عام 1976م، وواصل في رسالته، فكان إمام وخطيب أحد المساجد، وأنشأ معهدا دينيا (للابتدائية والمتوسطة)، بالتعاون مع جماعة أنصار السنة المحمدية بكسلا، إلا أن توقف التمويل حال دون استمرار المعهد.
- ابتلاءاته:
في بداية دعوته في قريته تعرض من منتسبي الطريقة الختمية، للتضييق، وأشاعوا بأنه (خامسي) دون المذاهب الأربعة المعروفة لدى المجتمع، وأنه وهابي لا يحب النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا يصلي عليه.
ولما بدأت دعوته تزدهر في قرية (الماريا) قام بعض أعيان القرية الذين ينتمون إلى الطريقة الختمية، إلى فتح بلاغ في الشرطة السودانية بأنه أجنبي دخل بطريقة غير شرعية، فتم ترحيله وأسرته وتسليمه إلى السلطات الإثيوبية التي كان تحتل إرتريا آنذاك على أنه سياسي، وأودع هو في سجن تسني وخضع للتحقيق لفترة حتى تم إخلاء سبيله.
أدت النقاشات التي كان يجريها مع مشايخ الطريقة الختمية في علي قدر إلى رفع الشكوى ضده إلى قاضي تسني، وتم استدعاؤه والتحقيق معه إلا أنه لم يثبت عليه مايستلزم تجريمه.
- وفاته:
توفي الشيخ فكي حامد رحمه الله في عام1434هـ الموافق 2013م في مدينة كسلا بالسودان بعد حياة قضاها في نشر العلم الشرعي والدعوة والإصلاح.