الشيخ محمد إبراهيم عثمان إدريس شيدلي (رحمه الله)

12 يونيو 2025 25
  • الاسم والمولد:

الشيخ: محمد إبراهيم عثمان إدريس شيدلي، ولد في عام1347هـ الموافق 1929م، في منطقة دعروتاي “قرية عد شيدلي” الواقعة في الجنوب الغربي من مدينة حقات، ونشأ فيها في كنف والديه وأهله.

  • طلبه للعلم:

بدأ حياته العلمية بقراءة القرآن على يد والده الذي رعاه وحرص على تعليمه القرآن بنفسه،  فأتقنه على يديه،  ثم واصل مع شيخ قريته الشيخ إبراهيم على إزاز رحم الله الجميع  .

وبعد أن أخذ الشيخ قسطا من التعليم في مسقط رأسه شد رحاله لطلب العلم إلى السودان ، حيث واصل تعليمه في كل من كسلا ودنقلا،  ثم انتقل إلى أم درمان والتحق بمعهد أم درمان العلمي، ولم يكتف بدراسته في المعهد بل اجتهد في الأخذ عن العلماء في ذلك العصر بالجلوس في الحلقات العلمية التي كانت تعقد أنذاك، في مجالات الفقه والتفسير واللغة العربية، كما حرص على أخذ القرآن وفق أصول علم القرءات فحصل على الإجازة في حفظ القرآن الكريم في  مشيخة أبو حراز.

  • جهوده العلمية والدعوية:

عاد الشيخ إلى إرتريا وهو يحمل هموم التعليم ونشره بين الناس، وفور وصوله بدأ في نشر العلم يحدوه الأمل في تثبيت قواعده ، حيث كان الجهل متفشيا بين الناس بصورة كبيرة، ضاربا أطنابه في المنطقة طولا وعرضا، لكن قوة إرادة الشيخ ورغبته الشديدة في نشر التعليم والإخلاص في ذلك كان فوق تلك العقبات كلها، فبدأ الشيخ دعوته مستعينا بالله بتنظيم حلقات العلم في وسط أفراد قليلي العدد هنا وهناك، يعلمهم العقيدة وبعض الأحكام الفقهية وسائر محاسن الدين، ثم أخذت تلك الحلقات تنتقل وتتسع حتى شملت كل أغردات، ثم اختار لدعوته مدينة منصورة لتوسطها، وللكثافة السكانية في المنطقة حيث إنها تقع على حافة وادي بركة الشمالية وهي تابعة لمحافظة أغردات، وبذلك استطاع أن يبدأ دعوته مركزا في منطقة منصورة، حيث بدأ أولا بحلقات والوعظ والإرشاد.

وفي عام 1970م أسس معهد المهاجرين والأنصار بمنطقة منصورة لتعليم الصغار من أبناء المنطقة، بالإضافة للخلوة النموذجية التي كانت تابعة للمعهد، وكان طلاب الخلوة الرافد الذي قامت عليه الدفعة الأولى من تلاميذ معهد المهاجرين والأنصار، وهم ممن حفظ القرآن أو قارب على الحفظ، وكانت دفعة متميزة في جميع مراحل تعليمها إلى أن تخرجت في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم تلتها دفعة أخرى من المعهد ذاته، وكانت لا تقل عن الأولى اجتهادا وهمة، وكلا الدفعتين قد سجلتا، شرفا عظيما لمعهد المهاجرين والأنصار في محيط الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وفي العمل الخيري والدعوي فيما بعد، وإن ظروف الحروب التي مرت على إرتريا لم تسمح بتتابع دفعات من المعهد بعد ذلك.

  • ابتلاءاته:

لم تسلم مسيرة الشيخ من الابتلاءات والعوائق خلال عمله الدعوي، فقد سجن في مختلف عهود الأنظمة التي تعاقبت في المنطقة، حيث سجنته الحكومة الإثيوبية عدة مرات بتهمة تعاونه مع الثورة الإرترية، وسجنته جبهة التحرير الإرترية مرتين إحداها عام 1972م والثانية عام 1976م في منطقة (مقراييب) عندما كان يسيطر على الجبهة حزب العمل الشيوعي.

بل أقدمت جبهة التحرير الارترية 1980م بإغلاق معهده في منصورة وصادرت مبانيه، وحولته لمعسكر بعد تحطيم اللوحة التي كانت في واجهة المعهد.

ولما آل أمر المنطقة إلى الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا  قامت في عام 1983م بأخذ طلاب المعهد قهراً بحجة التجنيد الإجباري وقتلت أحد المعلمين أثناء المداهمات وهو الأستاذ الأمين عثمان حامد وجرحت عدداً كبيراً من الطلاب.

وبعد استقلال إرتريا قامت حكومة الشعبية باعتقال الشيخ وتغييبه منذ عام 1993م، وكان ذلك في يوم الجمعة في طريقة لافتتاح أحد المساجد في إحدى القرى، ولا يزال مفقودا حتى الآن، نسأل الله أن يفك أسره وجميع الأسرى ويردهم إلى أهليهم سالمين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *