
- الاسم والمولد:
هو الشيخ محمد صالح بن حاج حامد بن عمر آل شباللا، ولد عام 1341هـ الموافق 1923 م بقرية ( إيت أسرار) بوادي روماي (معت) في الساحل الشمالي من إرتريا، وهو أكبر أسرته من الذكور، يليه أربعة آخرون.
- طلبه للعلم.
تلقى القرأن في البدء من والده، ثم التحق بخلوة (كميلاب) في عدوبنا، جنوب طوكر بالسودان، ثم رحل إلى قرية ( أسوت) شرق مدينة سنكات، قاصدا خلوة الشيخ محمد طاهر حمد الدين رحمه الله، وبعد عام واحد رحل إلى بربر، في الشمال السوداني، وبعدها انتقل إلى قرية (نوري) بالشاقية ولازم خلوتها مع الحرص على حضور حلقات الفقه في معهد الشيخ أحمد الكاروري، ثم انتقل إلى قرية (القرير) بخلوة الشيخ الفكي عوض، وبقي فيها حتى عام 1948 م مشتغلا بقراءة القرآن، ودراسة بعض متون كتب الفقه المالكي عند الشيخ محمد أحمد بن محمد علي، بقرية (الكري).
- جهوده الدعوية والعلمية:
بعد العودة من رحلة الطلب عاد إلى أهله في (ألقينا) بالساحل، ولكن كان الشغل الشاغل له تأسيس مشروع لتعليم القرآن والعلوم الشرعية، ومن أجل ذلك سافر إلى كسلا، وريف القضارف، ثم سافر إلى أسمرا عن طريق تسني في عام 1950م، وتواصل مع كثير من الأعيان والعلماء والوجهاء، ثم اتجه إلى الساحل الشمالي في عام 1964م، ولكن كل هذه المحاولات لم تؤت الثمار التي كان يرنو إليها، وفي العام نفسه اتجه إلى مناطق البازا والكوناما وتعرف في بارنتو بعمدة الباريا الشيخ عبد الله بخيت كوكن رحمه الله، وبالتنسيق معه نشط في أوساط البازا بدعوتهم إلى الإسلام، وتعليم أبنائهم القرآن، فاستجاب له منهم عدد كبير، وأحضر أبناءهم إلى مدينة كرن ليتعلموا القرآن تحت كفالة بعض المحسنين من أهل كرن، وفي هذه اللحظة من التاريخ أسس خلوته القرآنية التي سماها مفتي الديار الإرترية وقتها الشيخ إبراهيم المختار رحمه الله (مدرسة الإرشاد الإسلامي).
كما أنه سعى في بناء مسجد سوسنا رفقة زميله عمدة الباريا، حيث سافرا إلى عدد من المدن إلى أن وصلا إلى أديس أبابا لجمع التبرعات لبناء المسجد.
وفي عام 1969م أنشأ الشيخ في كرن مؤسسة تعليمية باسم مؤسسة أصحاب اليمين التعليمية التي ضمت في مدينة كرن وحدها ثلاثة معاهد هي: معهد دار السلام للبنين، ومعهد أمهات المؤمنين للبنات، ومعهد الإرشاد للبنين، ثم انتشرت في القرى والمدن القريبة من كرن، مثل: عدردي، حقات، حلحل، مناطق الماريا….الخ، وأسس مكتبة الإرشاد الإسلامي العامة، بالقرب من جامع كرن.
وبمساعدة من رئاسة الحرمين وبالتعاون مع الخيرين من الإرتريين وغيرهم أدخل كميات كبيرة من المصاحف عن طريق مصوع، في دفعتين متتاليتين، تم توزيعها في مدن إتريا بل وصلت إلى مدينة أديس أبابا وغيرها.
وحرصا منه على تحسين فرص التعليم للطلاب عمل على إرسال البعثات التعليمية إلى المملكة العربية السعودية، حيث آتت هذه البعثات ثمارها، وتخرج عدد كبير منهم في مختلف التخصصات.
ولما تعذر عليه الاستقرار في إرتريا لكثرة الوشايات والملاحقات الأمنية، واضطراب الحالة الأمنية عامة في إرتريا استقر به المقام في عام 1976م في مدينة كسلا مواصلا نشاطه بين اللاجئين الإرتريين، دون الانقطاع عن نشاط الداخل.
ففي عام 1980م جلب مقررات دراسية من المملكة العربية السعودية إلى السودان وجرى توزيعها في المعاهد والمدارس القرآنية بمعسكرات المهاجرين الإرتريين.
- ابتلاءاته:
تعرض عند وصوله أسمرا عائدا من الحج إلى الاعتقال هو وزميله عمدة الباريا الشيخ محمد عبد الله بخيت كوكن، واتهما بالاتصال بكل من الشيخ إبراهيم سلطان، وإدريس محمد آدم رحم الله الجميع، ثم أخلي سبيلهما بعد التحقيق، وأفرجت عن المصاحف المحتجزة.
وكانت أكبر فتنة واجهته عندما أدخل مناهج الدعوة السلفية في مؤسسته التعليمية في كرن، فتعرض في عام 1970م من جراء ذلك لابتلاء كبير استهدف حياته ودعوته، حيث اتهم بإفساد عقائد المسلمين بنشر الوهابية، والإتيان بأموال من الخارج بطرق غير شرعية، وصرفها في أمور مجهولة، ورشق الغوغاء معاهد أصحاب اليمين بالأحجار، وقادوا مظاهرات ضد نهجها السلفي، وحجرت الدولة على ممتلكات المؤسسة، ووضعت الشيخ قيد المساءلة والتحقيق، وبعد عرض القضية على ثلة من العلماء والقاضي الشرعي عثمان صالح عمر، قاضي أسمرا والحماسين، صدر من هؤلاء العلماء قرار في عام 1974م يقضي ببراءة الشيخ والكتب التي جلبها من تهمة إفساد عقائد المسلمين.
- وفاته:
توفي الشيخ رحمه الله تعالى في يوم الأربعاء ليلة الخميس 14/محرم/1426 هـ الموافق 23/2/2005 م بعد صلاة المغرب، في حدود الساعة الثامنة مساء في مدينة كسلا بالسودان.