الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الله تعالى: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) الأحزاب:23
تابعنا اليوم بكل حزن خبر اغتيال القائد المجاهد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) الفلسطينية، في عملية غادرة نفذها العدو استهدفته في مقر إقامته في طهران العاصمة الإيرانية، حيث ارتقى فيها هو وأحد حراسه شهيدا إلى الله، ليموت ميتة عز وشرف ويلتحق بركب من سبقوه من إخوانه الشهداء من قيادات وبواسل حركة حماس والمقاومة الفلسطينية الصامدة، رحل (أبو العبد) في موكب الفداء لينضم إلى موكب الشهداء من أفراد عائلته وأبنائه والآلاف الذين سقطوا في معركة طوفان الأقصى، لم تلن له قناة ولم يضعف فظل صامدا بكل إباء متحملا ثقل مسؤولية القضية الفلسطينية والدفاع عن المسجد الأقصى، ومضحيا بحياته في سبيل الله.
ونحن في رابطة علماء إرتريا ندين بشدة هذا العمل الإرهابي الإجرامي، الذي يُعبِّر عن حالة الضعف والانهزام التي يعاني منها العدو في ميدان المعركة في غزة الأبية، ليلجأ إلى هذه الأساليب الغادرة لعله يحقق إنجازا مزيفا يسلي به نفسه ويرفع به معنوياته المحبطة، ولكن مثل هذه العمليات الجبانة لن تحقق له نصرا بل ستدفع الفلسطينيين وخاصة أهل قطاع غزة على الإصرار والمضي في درب الكرامة والعزة، وسيخلف القائد أبو العبد ألف واحد من أبناء حماس، وستمضي مسيرة الجهاد والمقاومة حتى النصر بإذن الله.
ويجدر بنا في مثل هذا الموقف أن نقتبس مقولته الخالدة: (إن حركة تقدم قادتها ومؤسسيها شهداء من أجل كرامة شعبنا وأمتنا لن تهزم أبدا، وتزيدها هذه الاستهدافات قوة وصلابة وعزيمة لا تلين).
ونتقدم بتعازينا الحارة والخالصة لذويه وأقربائه ولحركة حماس والمقاومة والشعب الفلسطيني على هذا الفقد الجلل، فنسأل الله أن يحسن عزاءنا وعزاءكم ويجبر كسرنا وكسركم، ونسأله أن يتقبل القائد أبو العبد شهيدا عنده، وأن يغفر له ويرحمه، وأن يكرم نزله، وأن يجعل الجنة مكانه ومستقره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يعجل الله بالنصر المؤزر لإخواننا في فلسطين، وأن يهزم عدوهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الأمــانـــة العــامـــــــة
31/7/2024م