بيان في استشهاد القائد المغوار يحيى السنوار

19 أكتوبر 2024 299

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الله تعالى: { وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166)
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ
قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم
مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ
قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (168) وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ
بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ
بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)
۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) 171
(الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)} آل عمران.
زفت المقاومة الإسلامية والشعب الفلسطيني يوم الخميس 17/10/2024م
القائد الجسور المغوار أبو إبراهيم يحيى السنور شهيدا في اشتباك مباشر
مع العدو في أرض العزة غزة الأبية، لقد ظل العدو منذ اندلاع معركة الطوفان
يبحث عنه في الأنفاق وتحت الأرض، ولم يخطر ببالهم أن من يبحثون عنه يتقدم الصفوف الأولى
ويشتبك معهم فوق الأرض، إن استشهاده هذا أضاع عليهم نشوة النصر
التي كانوا يحلمون بها فيما لو قبضوه حيا أو قتلوه في الأنفاق، وإن مشاهد الصور
التي نشرها العدو أظهرت الشهيد من حيث لم يحتسبوا بطلا مغوارا،
وقفت لمشهد استشهاده كل الجماهير المسلمة والشعوب الحرة في العالم محيية ومصفقة له.
تحققت للسنوار أمنيته التي طالما سعى لنيلها طوال فترة حياته في كل ميادين المواجهة،
لقد قال: (اغتيالي هو أعظم هدية يمكن أن يقدمها لي العدو)،
لقد صدق الله فصدقه نحسبه كذلك والله حسيبه، كانت مسيرته مليئة بالتحديات الصعبة
بين أسر وجهاد وتخطيط وقيادة، أسهم بدور بارز في بناء وتقوية المقاومة المسلحة
وتطوير قدراتها العسكرية والأمنية، وقادها ميدانيا بكل شجاعة وجسارة
في أكبر معركة تاريخية استخدمت فيها كل وسائل التدمير والإبادة في ظل حصار مطبق،
صنفه العدو بأنه أخطر شخصية تواجه مشروعهم الاحتلالي.
أرادوه ميتا لكنه حي سيبقى قائدا شجاعا خالدا في ذاكرة الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية ملهما للمقاومة، إن راية المقاومة والجهاد لن تسقط باستشهاده، وستمضي المقاومة بإذن الله أقوى مما كانت عليه أداء وتماسكا، وأكثر تعزيزا لتصعيد المواجهة والبسالة، حتى تحقيق النصر بإنهاء الاحتلال وتحرير القدس والمسجد الأقصى من براثن اليهود.
استشهاد القائد السنوار أصبح نموذجا ومثالا رائدا للقيادات التي تقف بجانب شعبها حتى النهاية، ويعزز من مكانة المقاومة لدى الأمة الإسلامية والشعوب الحرة ويزيد من التعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية.
{ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } الأحزاب:23.
اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك، ومات على ما عاهد الله عليه، فقتل شهيدا ونحن عليه شهداء، اللهم فتقبله قبولا حسنا، واغفر له وتغمده بواسع رحمتك، وأسكنه فسيح جناتك مع النبيين والصديقين والشهداء، وألهم أهله وأصحابه وكل الشعب الفلسطيني الصبر والسلوان، ونسأل الله أن يحسن عزاءنا جميعا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الأمــانـــة العــامـــــــة
15/4/1446هـ ــ 18/10/2024م

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *