بيان تهنئة بانتصار الشعب السوري وسقوط نظام الأسد

8 ديسمبر 2024 302

الحمدُ للَّهِ الَّذي صدقَ وعدَهُ، ونصرَ عبدَهُ، وَهَزمَ الأحزابَ وحدَهُ،
والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام المجاهدين
المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام؛
يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)
رواه الطبراني، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب.

في غضون 12 يوما أنهت عملية ردع العدوان العسكرية المباركة
التي نفذتها المعارضة السورية المسلحة ضد نظام الأسد الإجرامي،
والتي انهارت وتساقطت أمامها قوات الأسد في مشهد دراماتيكي انهزامي غير مسبوق،
سيطرت فيها المعارضة على الأرياف والمدن واحدة بعد الأخرى حتى وصلت
إلى العاصمة دمشق وأحكمت سيطرتها عليها، وأعلنت في فجر الأحد إنهاء الحكم “الدموي”
لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي تولى السلطة في سوريا عام 1963 ودام 61 عاما.

هذا يوم سيُخلّد في تاريخ سوريا، وفي ذاكرة الإنسانية جمعاء،
يوم خرج فيه السوريون إلى شوارع العاصمة السورية دمشق في ساعة مبكرة
من صباح اليوم الأحد وارتفعت أصوات الرصاص في عموم العاصمة وعلى مداخلها
وكافة محاورها احتفالا وابتهاجا بسقوط نظام بشار الأسد، نظام الاستبداد الذي قمع
أحلام السوريين وأثقل كاهلهم لعقودٍ طويلة.

وبهذا يتحقق وعد الله بنصرة المظلوم (وَعِزَّتِي وجَلالِي لأنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ).
ويسعدنا أن نهنئ الشعب السوري والمعارضة بهذا الانتصار العظيم
الذي هو انتصار للكرامة الإنسانية وانتصار لصوت الحق الذي صدح به السوريون لعقود طويلة،
لقد أثبت الشعب السوري بصبره وصموده أن إرادة الشعوب لا تقهر، وأن الظلم مهما اشتدّ،
مصيره إلى الزوال.

لقد قدم السوريون أثمن التضحيات، صابرين على المعاناة،
مضحين بكل غالٍ ونفيس من أجل أن تنعموا بحياة كريمة في ظل الحرية والعدالة.
إن سقوط هذا النظام ليس فقط نهاية حقبة سوداء من القمع والطغيان،
بل هو بداية لعهد جديد تُكتب صفحاته بجهود السوريين الأحرار.

إن سوريا اليوم ليست كما كانت بالأمس؛ هي وطنٌ حرّ لكل أبنائه،
وطنٌ تتساوى فيه الحقوق، وتحترم فيه الكرامة الإنسانية. ونحن على يقين
أن هذا اليوم ليس نهاية الطريق، بل هو بداية لمسيرة طويلة من البناء والإصلاح.

إننا ندعو جميع السوريين بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم إلى التكاتف والعمل يدًا بيد،
بعيدًا عن أي اعتبارات تفرّق صفوفهم، ليصنعوا معًا مستقبل سوريا الجديد،
ويبنوا وطنا يليق بتضحياتهم.

كما نناشد العالم شعوبا وحكومات لمساندة الشعب السوري
على توحيد صفه واستقرار وتنمية بلاده، بما يجعل سوريا التي ضحّى
أبناؤها من أجلها ستكون رمزًا للحرية والكرامة في العالم أجمع.

ختامًا، نسأل الله العلي القدير أن يحفظ سوريا من كل مكروه،
وأن يحفها بعنايته ورحمته، وأن يدرأ عنها الفتن،
اللهم هيئ لها أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويؤمر فيه بالمعروف
وينهى فيه عن المنكر، كما نسأله أن يتقبل شهداءهم ويشفي جرحاهم،
ويعيد المعتقلين والمفقودين إلى أهاليهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

رابطة علماء إرتريا
الأمانة العامة
7/6/1446هـ ــ 8/12/2024م

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *