ببالغ الحزن والأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تنعى رابطة علماء إرتريا، وفاة العالم الجليل والداعية المربي الشيخ سارية بن عبد الكريم الرفاعي، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الاثنين 6 رجب 1446 هـ الموافق 6 يناير 2025 م، عن عمر ناهز 77 عامًا، في مدينة إسطنبول التركية، بعد معاناة مع المرض إثر إصابته بجلطة دماغية قبل شهرين.
وُلد الشيخ سارية الرفاعي في حي القنوات بدمشق عام 1367 هـ / 1948 م، ونشأ في كنف أسرة دمشقية عريقة تعود أصولها إلى مدينة حماة. تلقى تعليمه الشرعي في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، حيث نال شهادة البكالوريوس، وتابع دراساته العليا ليحصل على درجة الماجستير عام 1977 م.
برز الشيخ الرفاعي كداعية إسلامي وخطيب متميز، كان إمامًا وخطيبًا لجامع زيد بن ثابت بدمشق. واشتهر الشيخ بمواقفه الجريئة ضد الظلم، ووقفته الشجاعة في وجه النظام السوري خلال الثورة السورية.
غادر وطنه عام 2012 بعد اشتداد القمع، فانتقل إلى القاهرة، ومنها إلى إسطنبول عام 2013، حيث استقر بها حتى وفاته. ظل في منفاه صوتًا قويًا للثورة السورية، ومدافعًا عن حقوق الشعب السوري المظلوم.
كان الشيخ الرفاعي من أبرز رواد العمل الدعوي والاجتماعي، وأسّس العديد من المؤسسات الخيرية التي تركت أثرًا عظيمًا في المجتمع، وخلّف إرثًا علميًا غنيًا من المؤلفات التي أثرت المكتبة الإسلامية، ومن أبرزها:
1. مذكرات في زمن الثورة (الجزء الأول) – مكتبة الأسرة العربية، إسطنبول، 2020.
2. الأربعون السَّنِيَّة في ثلاثيَّات الأحاديث النَّبويَّة – مكتبة الأسرة العربية، إسطنبول، 2023.
3. مذكرات في زمن الثورة (الجزء الثاني) – قيد الطباعة.
4. تفسير القرآن العظيم – مخطوط.
لقد كان الشيخ رمزًا من رموز العلم والدعوة، ونموذجًا للعالم الذي عاش حياته مدافعًا عن الحق، حاملًا رسالة الإسلام برفق وحكمة.
نتقدم إلى أهله ومحبيه والأمة الإسلامية بتعازينا الخالصة سائلين الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله ومحبيه وتلامذته الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الأمــــين العــــــــــــام
7/7/1446هـ ـ 7/12/2025م