البيان الختامي لمجلس شورى رابطة علماء إرتريا في دورته الثالثة 2025م

20 فبراير 2025 609

عقد مجلس شورى رابطة علماء إرتريا، دورته الثالثة، في ١٦ شعبان ١٤٤٦ هج، ١٥ /٢ /٢٠٢٥م،
تحت شعار( الله هادينا )، وناقش خلالها كل الأوراق المقدمة من الأمانة العامة،
ووقف على مواطن التقصير والنجاح، وأشاد بكل إنجاز تحقق.

وقام بحقه في النقد البناء، والمحاسبة الدقيقة، والمساءلة، بروح أخوية مسؤولة.
وأجاز الأداء الإداري والمالي للأمانة العامة، والخطة التشغيلية للدورة القادمة.
وخرج بقرارات، وتوصيات مهمة، يحسبها تخدم عمل الدعوة الإسلامية في إرتريا.
وفي هذا الإطار أكد ضرورة مضاعفة الجهد الدعوي، تعظيما لقول الله تعالى:
(وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلࣰا مِّمَّن دَعَاۤ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا وَقَالَ إِنَّنِی مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ) فصلت: ٣٣
( قُلۡ هَـٰذِهِۦ سَبِیلِیۤ أَدۡعُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِیرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِیۖ وَسُبۡحَـٰنَ ٱللَّهِ وَمَاۤ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ) يوسف: ١٠٨
ولقول رسوله – صلى الله عليه وسلم – كما جاء في صحيح البخاري :
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
وقوله – كما جاء في صحيح الجامع للألباني – (نضر الله امرءا سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع).
وضرورة الاهتمام بالداعية ومعاناته في مواطن اللجوء والتشرد، وبخاصة في معسكرات السودان، وداخل إرتريا، حيث الدعوة فيها محاصرة ومضيق عليها، بتأميم النظام المعاهد الإسلامية، وعلمنة مناهجها، بتعطيل رسالتها، وحذف الاعتراف بوجودها، من وراء شعار: (التعليم حكر على الدولة، ولا دين في التعليم).
وسبق هذه السياسة المجحفة في حق الدعوة، تغييب عدد كبير من الدعاة، وخريجي الجامعات الإسلامية، والزج بهم في السجون، منذ عام ١٩٩١م، حتى اللحظة.
وبينما يحدث هذا الحيف والظلم الصارخ في حق النشاط الإسلامي، نرى النظام يشارك على مستوى الرئيس ووزرائه، في حفل تنصيب رأس الكنيسة الإرترية الارثوذوكسية، بحضور وفود ممثلة للكنيسة الشرقية، من بعض دول العالم، وهو يزعم أنه نظام علماني، في دولة علمانية.
ومجلس شورى رابطة علماء إرتريا إذ يحتج في انعقاد دورته هذه على سياسات النظام الإهمالية، والإقصائية، للنشاط الاسلامي الدعوي، والتربوي، والتعليمي، لا يفوته أن يؤكد للجميع إيمانه بحق الكنيسة الإرترية، وحق كل المعتقدات الدينية، في التمتع بجميع ما تكفله لهم المواثيق الدولية، من حرية تامة غير منقوصة، في التعبير عن معتقداتهم، والدعوة إليها، دون الإخلال بالحالة الأمنية.
والمجلس إذ يقرر هذه الحقيقة، يستغرب بشدة، من كيل النظام الإرتري بمكيالين، حين يحجر على العمل الإسلامي بحجج واهية، لا معنى لها في ميزان العدالة، ويحول دون اتصاله بمؤسسات الدعوة الإسلامية في العالم، وحين يجعل دار الافتاء الإرترية، تحت المراقبة الأمنية، وحين يؤمم الأوقاف الإسلامية، لا يعود ريعها على ما أوقفت عليه، من المساجد والمعاهد الإسلامية، ولا ينتفع منها المسلمون في أعمالهم الدعوية،
وحين يلقي بالدعاة في السجون، قابعين فيه بإخفاء قسري، دون محاكمة عادلة، ولا مصير معلوم.
وهنا عرفانا بالجميل، والتزاما بالخلق القرآني الكريم، يشكر المجلس باسم رابطة علماء إرتريا، جميع المتعاونين، أفرادا ومؤسسات، على نهوض الرابطة بعبئها الدعوي، بين مجتمعها الارتري.
هذا، ويأتي إنعقاد المجلس في لحظة تاريخية مهمة في تاريخ أمتنا الإسلامية، مليئة بالأحداث الجسام، المتتابعة بتزاحم على ساحتنا الإسلامية، والعالمية، والمنعكسة بشكل مباشر على مجتمعنا الارتري، بوجه خاص، بكل ما تنطوي عليه من خير وشر، أو ضرر ونفع، حيث الأوضاع الأمنية المنهارة في السودان، بما يواجه من مخطط تفكيكي يستهدف وحدة أراضيه، وتماسك مكوناته.
ومجلس شورى رابطة علماء إرتريا يدين بكل قوة هذا الاستهداف للسودان الشقيق، ويدعو السودانيين كافة إلى وقف الحرب، وتغليب المصلحة العامة، واحترام مؤسسات الدولة الدستورية، والعمل في إفشال هذا المخطط الأثيم.
وفي السياق نفسه أدان المجلس وندد بهذه الحرب الهمجية العدوانية، التي ما زال يشنها الكيان الصهيوني المغتصب على الشعب الفلسطيني المظلوم، بهذا الإرهاب الفظيع الذي فاق في وقاحته وشناعته كل التصورات المتخيلة من الجرائم.
وطالب بإنهاء احتلاله لأرض فلسطين كلها، ومحاكمة رؤسائه على ما اقترفوا من جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية في هذه الحرب الجائرة، والحروب السابقة.
ودعا العالم إلى حماية الشعب الفلسطيني من كل ما يحاك ضده من تآمر الكيان الصهيوني وحلفائه، بتهجيره قسرا، وإخراجه من أرضه ظلما.
وفي الوقت نفسه عبر عن فرحته العميقة والصادقة، بما من الله به على الشعب السوري، من انتصار عظيم، توج الله به جهادهم، ومكنهم من بعد ضعف؛ لينظر كيف يعملون. وشكر الله على انكسار هذا النظام الطائفي في سوريا، ومخططات حلفائه التوسعيين في المنطقة.
والمجلس إذ يستعرض كل هذه المفرحات والمحزنات من طوارئ الأحداث، يأمل أن يعم السلام العالم كله، ويسود فيه الأمن والعدل الحقيقي، محل الخوف والإرهاب.
ويحث الدعاة والعلماء على تعزيز مكانتهم العلمية بين شعوبهم ومجتمعاتهم الإسلامية، وأن يتعاونوا فيما بينهم على البر والتقوى، ويتحملوا مسؤوليتهم في تثبيت الشعوب على دينها، وتبصيرها بمختلف التحديات العظام، ودعوة حكام المسلمين إلى الوحدة الإيمانية، في ظل راية الشريعة الإسلامية.

والله ولي التوفيق

مجلس شورى رابطة علماء إرتريا
١٦/٨/١٤٤٦
١٥/٢/٢٠٢٥

يوجد 2 تعليقات

  1. وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم. بيان كامل وشامل

  2. سدد الله خطاكم وبارك في جهودكم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *