القاضي موسى آدم عمران (رحمه الله)

12 يونيو 2025 52
  • الاسم والمولد:

موسى آدم عمران، ولد في16 رمضان 1315هـ الموافق  8 فبراير 1898م في قرية تامبا بأروتا في مساكن قبيلته ماريا الزرقاء (ماريا طلام) التابعة لمديرية كرن.

  • طلبه للعلم:

قرأ القرآن في بلدته المذكورة على الشيخ محمد آدم إدريس ، وأخذ مبادئ الفقه المالكي ومبادئ التوحيد على الشيخ محمد عثمان بن الحاج عبدالله الفايداوي.

رحل بعد ذلك إلى السودان ودخل في خلاوي القرآن هناك، وأتم حفظ القرآن فيه على الخليفة مصطفى علي عوض الشكري.

ثم التحق بمعهد أم درمان العلمي في عام 1922م، إلى أن نال منه الشهادة الابتدائية، والأهلية، والشهادة العالمية إبان مشيخة أحمد أبو ذقن الجعلي عام 1934م، ثم عاد إلى إرتريا.

  • جهوده الدعوية والعلمية:

اشتغل معظم حياته بالقضاء، فقد عين فى عام 1940م عضوا في محكمة الاستئناف الشرعية لإرتريا، وأضيفت إليه وظيفة القاضي الشرعي لمحكمة كرن الجزئية، وتولى فيما بعد مناصب القضاء في كل من مدينة عصب وعدي خوالة ومصوع.

وكان من أبرز مؤسسي حزب الرابطة الإسلامية الأرترية وزعمائها، وقد تولى رئاسة فرع الرابطة بكرن، وكان من الزعماء الوطنيين المشهود لهم بالثبات والجد والإخلاص، يقول سماحة المفتي إبراهيم المختار في معرض إشارته إلى جهوده في قيادة الرابطة  “وقد أدار دفتها مع رفقائه بحكمة ونزاهة وإخلاص، و تولى رئاسة فرع الرابطة بكرن”.

ولما أنشئت الجمعية التمثيلية لإرتريا في عام 1952م بعد صدور القرار الفيدرالي، تم انتخابه نائبا في البرلمان الإرتري ليبقى فيه لثلاث دورات (1952-1956) و(1956-1960) و(1960-1964).

ويعد الشّيخ القاضي موسى مؤسس المعهد الديني الإسلامي في كرن، الذي أصبح منارة العلم في المدينة، كما كان للقاضي موسى مبادرات في تكوين لجان شعبية تؤسّس مراكز ومؤسسات تعليمية، وهو أول من بادر في المدينة والإقليم إلى تعليم الإناث، كما أسّس فصولا ومجالس علميّة للكبار.

  • ابتلاءاته:

تعرض القاضي كغيره من الشرفاء الأحرار للتضييق ، والترغيب والترهيب، والحجز والإقصاء والتهميش مما يطول حصره، ففي يوم 11 فبراير 1964م ألقت الحكومة الأثيوبية القبض عليه ونقلته من كرن إلى أسمرة تحت حراسة البوليس، حيث أحضروه إلى ديوان رئاسة حكومة إرتريا وحققوا معه أمام مجلس مكون من تسعة أشخاص من كبار رجال الدولة برئاسة حاكم عام إرتريا آنذاك أسراتى كاسا، ونائبه تسفا يوهنس برهى، وعمدة بلدية أسمرة حرقوت أباى وغيرهم من كبار المسؤولين في الدولة بجانب كاتب محضر الجلسة.

وبالرغم أنهم لم يجدوا ما يدينونه به، فإنهم قرروا نفيه واعتقاله في عصب مدة ثلاثة أشهر، حيث نقل بالطائرة إلى هناك ووضع في منزل حكومي، وعليه حارسان مسلحان، لا يدخل عليه أحد غير عائلته وخادمه، ولا يخرج لا للجمعة ولا لغيرها.

وبعد انتهاء مدة الاعتقال عينوه قاضيا شرعيا لمحكمة عصب في 26 مايو 1964م، ثم طلب نقله إلى منطقة أخرى لعدم ملاءمة جو عصب لصحته فنقل إلى محكمة عدي خوالة الشرعية في 20 نوفمبر 1964م.

وفي 9 فبراير 1966م نقلته مصلحة العدل من عدي خوالة إلى محكمة مصوع الشرعية، واستمر فيها إلى أن أحيل إلى المعاش في 8 يونيو1968م.

كما تعرض القاضي أيضا لمضايقات شديدة من العوام، وحدثت بينه وبين خلفاء المراغنة (أشهر وأقوى الطرق الصوفية في إرتريا) فتنة كبيرة نتيجة لنهيه عن بعض ما اعتادوه من شعائر وأذكار، وقد استدعت هذه الفتنة سفرالمفتي إلى مدينة كرن وإجراء التحقيقات وجمع الطرفين وإنهاء القضية بالمصالحة.

  • وفاته:

توفي الشيخ القاضي في 5 يونيو 1993م، بعد استقلال إرتريا عن عمر جاوز 108عاما.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *